هل صوم يوم التروية كفارة سنة وصوم يوم عرفة كفارة سنتين، صوم يوم التروية وصوم يوم عرفة من الأيام المميزة في الإسلام، ويُسنُّ للمسلمين صيام هذين اليومين لما لهما من فضل عظيم وأجر كبير.
صوم يوم التروية
يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، وهو اليوم الذي يستعد فيه الحجاج للصعود إلى جبل عرفات.
لم يرد في السنة النبوية أحاديث صحيحة تثبت فضل صوم يوم التروية على وجه الخصوص ككفارة سنة، ولكن يُستحب صيام الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة بشكل عام، وقد وردت أحاديث عن فضل العمل الصالح في هذه الأيام، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر” فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء” (رواه البخاري).
صوم يوم عرفة
أما صوم يوم عرفة، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، فقد وردت فيه أحاديث صحيحة تبيّن فضله العظيم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده” (رواه مسلم)، وهذا يعني أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، سنة ماضية وسنة مقبلة.
الحكمة من الصيام
صوم يوم التروية وصوم يوم عرفة يدخلان في إطار العبادة والطاعة لله سبحانه وتعالى، وهما فرصتان عظيمتان للمسلمين لتطهير أنفسهم والتقرب إلى الله.
كما أن صوم هذه الأيام يعتبر وسيلة لتحقيق التقوى وزيادة الحسنات والتوبة من الذنوب.
الخلاصة
في الختام، يمكن القول بأن صوم يوم التروية من السنن المستحبة دون تحديد فضل خاص له ككفارة سنة في الأحاديث الصحيحة، بينما صوم يوم عرفة له فضل واضح ومحدد في السنة النبوية حيث يكفر صيامه ذنوب سنتين، يُستحب للمسلمين اغتنام هذه الفرص الثمينة وزيادة الأعمال الصالحة خلال هذه الأيام المباركة.
