ماذا نقول عند الصفا والمروة في كل شوط، عندما يتوجه المسلمون من مختلف أنحاء العالم لأداء مناسك الحج، يأملون في أن يكونوا قادرين على القيام بكل فريضة بكل كفاءة، بما في ذلك السعي بين الصفا والمروة، الذي يعد من أبرز الشعائر الإسلامية التي يقوم بها الحجاج.
ولتوضيح الطريقة الصحيحة لأداء هذا العمل العبادي، قام مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف بشرح دعاء الصفا والمروة في كل شوط.
تشير التوجيهات الدينية إلى أنه عندما يتوجه الحاج نحو الصفا، يجب أن يتذكر قول الله تعالى “إن الصفا والمَرْوَةَ مِن شَعَائر الله”، ثم يبدأ بالدعاء قائلاً “الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده”، ويكرر هذا الدعاء ثلاث مرات.
وبعد ذلك، عند وصوله إلى المروة، يصعد عليها ويُذكر الله ويدعو بالخيرات للدنيا والآخرة، متبعًا بالأذكار والدعوات التي قالها عند الصفا.
بهذا التوجيه الديني السديد، يستطيع الحاج أداء السعي بين الصفا والمروة بالشكل المطلوب، مع الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الروحانية العظيمة التي تجسد وحدة المسلمين وتذكيرهم بأهمية الطاعة والتقرب إلى الله.
ويُظهر هذا الشرح الديني الدقيق لدعاء الصفا والمروة في كل شوط أهمية الاحترام والتقدير لهذه الشعائر الدينية العظيمة. فالحج ليس مجرد رحلة بدنية، بل هو تجربة روحانية تحمل في طياتها العديد من الدروس والعبر التي تعزز الإيمان وتقرب المؤمنين من الله.
عبر هذه الأعمال العبادية، يبني المسلمون الوصل الروحاني مع الله ويتعلمون الصبر والتواضع والتفاني في الطاعة، ومن خلال تذكيرهم بأهمية الدعاء والتضرع إلى الله في كل فعل يقومون به أثناء الحج، يتمكنون من تعزيز الروحانية في حياتهم اليومية وتعزيز التواصل مع الله في كل لحظة.
بالتالي، يجب على كل مسلم يخطط لأداء مناسك الحج أن يتعمق في فهم شعائره وأحكامه، وأن يستعد بكل جدية وتفاني لأداء كل فريضة وطقوسها بالشكل الذي يرضي الله ويترك انطباعًا إيجابيًا عن دينه ومعتقداته.
بهذا، يكون المسلم قد أدى واجبه الديني بكل كفاءة وتقوى، ويعود إلى بيته بقلب مطمئن وروح مطمئنة، محملاً بالنور والبركات التي اكتسبها من هذه التجربة الروحانية الفريدة.