منذ اللحظات الأولى التي أعلن فيها مستشارو الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” مشروعهم لتصفية القضية الفلسطينية المسمى بـ “صفقة القرن ” حتى جاء حدث أعتبره الكثيرين حدث مضحك وتافه ، حيث ظهرت أستاذة أكاديمية أمريكية الجنسية ومن أصول لبنانية لتعلن قيام “مملكة ” بين الحدود “المصرية – السودانية” ، وأن باب التجنيس والاستثمار مفتوح والأيام القادمة سوف تشهد الكثير بشأن هذه “المملكة”.
من جانبي قمت على الفور بكتابة مقال مطول أدعم و أؤيد هذه “المملكة ” وذلك “لغاية في نفس يعقوب” وأرسلته إلى عدد كبير من المواقع والصحف في العالم العربي ، وكان هدفي أن أتواصل مع القائمين على هذه “المملكة ” ، وهذا بالفعل ما حدث خلال فترة قصيرة ،و طرحت أسئلة كثيرة عليهم و أستفسارات وأغلبهم كانوا مؤيدين وداعمين لتجنيس الفلسطينيين و فئة “البدون ” المتواجدين بكثرة في دول الخليج ، وأنهم سوف يكونون “العمود الفقري” لهذا الكيان الجديد الذي بدأ يتكون .
توقف مشروع هذه “المملكة” بسبب الأحداث المتسارعة في منطقتنا الملتهبة ، و بأعتقادي أنه سوف يعود مرة أخرى وقريبا جدا ،وقد يكون بشكل مختلف وبشخصيات مختلفة لكن بنفس الأهداف ونفس المضمون ، خصوصا وأن الكثير من الدول الأجنبية وأمريكا طبعا على رأسهم تدعو لتهجير وترحيل الفلسطينيين و لفكرة “الوطن البديل ” بشكل علني ومستمر .
نواب في “الكونجرس ” الأمريكي قالوا أن هناك حل سهل ولا يثقل كاهل أحد ، وهو أن نوزع الفلسطينيين بأعداد محددة ومدروسة في الدول التي تستقبل “المنح والمعونات” الأمريكية والتي هي دول كثيرة وطبعا منها دول عربية، وأن رفضت أو عارضت هذه الدول نحرمهم مما نقدمه .
الدول العربية كافة موقفها واضح ومعروف منذ بداية القضية الفلسطينية ، وهي الرفض التام للتوطين وضمان حق العودة و حصول الجميع على التعويض ودعم دولة فلسطينية مستقلة ، لهذا لم يبق إلا خيار واحد وهو الدفع بهم إلى “عالم جديد” ،وأنا أذكر أن الرئيس المصري الراحل “حسني مبارك” في بداية التسعينات ذكر أن الكثيرين وأولهم “أعداءنا ” عرضوا عليه الحصول على مساحة من أراضي “سيناء” بالمقابل الذي يطلبه المهم أن يحصلوا على موافقته ودعمه لفكرتهم “الملعونة”، لكنه رفض الأمر بشكل قاطع واعتبره انتهاكا للسيادة المصرية وخط أحمر لا يمكن أن يتراجع عنه ، الأيام القادمة مليئة بالمفاجأة وكلما يتألم “عدونا” من شدة الضربات التي يتلقاها ، كلما تتصاعد الدعوات والمحاولات لفكرة” الوطن البديل” .
حسين علي غالب بابان