غزة تايم – عانت مرافئ الصيادين الخمسة، من شح واضح في الأسماك الطازجة، رغم مرور أيام على رفع الاحتلال جزءا من القيود التي كانت مفروضة على الصيادين، والسماح لهم بالوصول لمسافة تتراوح ما بين 6 – 15 ميلا بحريا.
فقد شوهدت كميات محدودة من مختلف أنواع الأسماك تعرض في كل “حسبة”، بينما بدا الصيادون فرحين لدى خروجهم من المياه بصيد قليل لكنه مرتفع السعر، وأقيم بعض المزادات لبيع ما تم صيده، ونقلت كميات للثلاجات، تمهيداً لتصديرها لخارج القطاع.
ولوحظ أن بعض الصيادين نجحوا بصيد أنواع من الأسماك مرتفعة السعر، مثل اللوكس والفريدي، وسمكة الوزير، إضافة للقرش، وقد بيعت هذه الأسماك لبعض الأشخاص، أو جرى التحضير لتصديرها عبر معبر كرم أبو سالم للضفة الغربية، بينما عرض جزء منها في الأسواق بانتظار مشترين.
يقول أحد الصيادين إن توسعة الصيد جاءت في ظل ظروف معيشية صعبة، فالقدرة الشرائية لدى المواطنين محدودة، وإمكانية التصدير صعبة، لذلك يواجه الصيادون صعوبة في تسويق إنتاجهم، خاصة وأن معظم الأسماك غالية السعر، لا يقدر على شرائها سوى طبقة محدودة من المواطنين.
وبين الصياد يوسف النجار، أن الأسماك الرخيصة مثل السردين والسكمبلة، لم يأت موعدها بعد، والصيادون حالياً يطاردون أنواعاً ثمينة، ومن ينجح منهم بصيد بعضها، يفاجأ بصعوبة تسويقها.
وتمنى النجار أن يستمر الوضع الحالي، ويواصل الصيادون الوصول لمسافات كبيرة خلال الشهر الجاري والمقبل، حيث يتوقع وصول أفواج أسماك السردين الشعبية الرخيصة، لتبدأ بالمرور قبالة شواطئ القطاع.
ونجح صيادون خاصة في محافظة خان يونس بصيد عشرات أسماك القرش خلال الفترة الماضية، فيما تمكن بعضهم من صيد أسماك لوكس وهي الأفضل على الإطلاق، كما شوهد أحد الصيادين يعرض سمكة “الوزير”، وتزن نحو 8 كيلو جرامات، وهي سمكة نادراً ما يتم صيدها في بحر غزة، وقد بيع الكيلو جرام الواحد منها مقابل 40 شيكلاً.
مراكب ضعيفة
وقال صيادون إن التسهيلات الجديدة لم ينجح معظم الصيادين في استغلالها، فالكثير منهم مراكبهم بالية وقديمة، اعتادت على الدخول مسافة ما بين 3-6 أميال كحد أقصى، وهي غير مؤهلة للإبحار مسافات طويلة تصل إلى 15 ميلا.
وكان رئيس نقابة الصيادين نزار عياش، أكد أن معظم الصيادين لم يستغلوا حتى الآن التسهيلات الجديدة، فمعظم المراكب بحاجة إلى تأهيل ومعدات جديدة، مثل كوابل الجر، والاحتلال يمنع إدخالها للقطاع منذ سنوات طويلة.
وتوقع عياش أن يبدأ موسم الصيد الفعلي نهاية الشهر الجاري ويستمر طوال شهرين، مبينا أن منطقة التوسعة الجديدة تختلف في نوعية وحجم الأسماك حسب خصوصية كل منطقة، إن كانت صخرية أم لا.
ونوه عياش إلى أن مسافة الصيد المسموح بها، تتيح للصياد إمكانية العثور على أسماك اللوكس بأحجام متفاوتة من كيلوغرام حتى 15 كيلوغراما، و”الوطواط” وتتفاوت أحجامها من 50 حتى 500 كيلوغرام، فضلاً عن أسماء “العصفور”، و”سكمبلة” و”السردين”، و”الكنعن”، و”الغزلان”.
توقعات بقرب تحسن الصيد
وكانت وزارة الزراعة توقعت أن تزداد كميات الأسماك المصطادة خلال الأيام المقبلة، وبالتالي انخفاض أسعارها، بحيث تكون في متناول المستهلك.
وأكد إبراهيم القدرة وكيل الوزارة بغزة، أن وزارته تتابع أسعار الأسماك، عازيا محدودية تدخل الوزارة في الأسعار، إلى سيادة قانون “العرض والطلب” على السوق وهو الذي يتحكم في السعر.
وبرر ارتفاع أسعار الأسماك لعدة أسباب أولها، أن مسافة “15 ميلا” تحتاج إلى معدات خاصة جزء منها لا يتوفر حاليا، أو موجود بعضها لكنها لا تكفي لكل الصيادين، ورغم ذلك فإنهم وبما هو متوفر لديهم يدخلون إلى هذه المسافة ويحاولون الصيد، وبعض المحاولات تنجح وكثير منها يفشل لعدم توفر المعدات المطلوبة. المصدر “الأيام”