غزة تايم – قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء السبت، إنه سيضم مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة إذا احتفظ بمنصبه في الانتخابات المقررة، الثلاثاء، وذلك في وعد انتخابي متأخر سيثير غضب الفلسطينيين والعالم العربي.
وفي حديث لقناة 12 نيوز الإسرائيلية سُئل نتنياهو عن السبب في عدم توسيع نطاق السيادة الإسرائيلية لتشمل مستوطنات كبيرة بالضفة الغربية مثلما حدث في القدس الشرقية وهضبة الجولان ومناطق أخرى تم الاستيلاء عليها في حرب 1967.
وقال نتنياهو “من يقول إننا لن نفعل ذلك؟ نحن نمضي في ذلك ونناقشه. أنتم تسألون عما إذا كنا سنتحرك للمرحلة التالية الإجابة نعم سنتحرك إلى المرحلة التالية. سأوسع نطاق السيادة (الإسرائيلية) وأنا لا أميز بين الكتل الاستيطانية والمستوطنات المعزولة”.
وحول قطاع غزة، قال نتنياهو “إننا نأمل بأن نكون في طريقنا إلى هدوء في غزة، سوف نتصرف بقوة إذا لزم الأمر، و منذ حرب الجرف الصامد لم يقتل أي إسرائيلي”.
وتؤيد بعض الأحزاب، التي قال نتنياهو إنه سيسعى لضمها إلى حكومة ائتلافية إذا فاز في الانتخابات، ضم مناطق من الضفة الغربية.
ويتنافس نتنياهو مع هذه الأحزاب لاجتذاب أصوات الناخبين المؤيدين للمستوطنات في انتخابات الـ9من أبريل.
ومن المرجح أن تروق هذه التصريحات لمثل هؤلاء الناخبين الرافضين للتنازل عن أراض للفلسطينيين.
والمستوطنات واحدة من أشد القضايا سخونة في الجهود الرامية لإعادة إطلاق محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المجمدة منذ عام 2014.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات، التي شيدتها إسرائيل على الأراضي، التي احتلتها في حرب 1967 غير قانونية.
وفي مارس الماضي، خالفت الولايات المتحدة عقودا من الإجماع الدولي باعترافها بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب 1967.
وتراجع نتنياهو في استطلاعات الرأى قبل الانتخابات المقررة الثلاثاء، لكنه مازال يحتفظ بالنصيب الأوفر لتشكيل حكومة جديدة تجعله على رأس السلطة لفترة خامسة قياسية. وكان الجمعة آخر يوم مسموح فيه باستطلاعات الرأى، وتوقع استطلاع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن يحصل حزب «أزرق وأبيض»، الذي ينتمى إليه المنافس الرئيسى لنتنياهو، بينى جانتس، على 30 مقعدا مقابل 26 مقعدا لحزب ليكود اليمينى الذي يتزعمه نتنياهو. ومن المستبعد أن تُحسم النتيجة في يوم الانتخابات حين يدلى الناخبون بأصواتهم لاختيار قوائم حزبية. ولم يفز أي حزب من قبل مطلقا بأغلبية صريحة في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا وهو ما يعنى انتظار مفاوضات لتشكيل ائتلاف قد تستغرق أياما وربما أسابيع.
ويبلغ عدد الناخبين في إسرائيل نحو 6.3 مليون شخص، ستتم دعوتهم الثلاثاء لانتخاب نواب البرلمان، لمدة 4 سنوات، لكن الانتخابات المبكرة تجرى بشكل متكرر في إسرائيل. وفى 2015 بلغت نسبة المشاركة 72.3%. ويزيد نظام الاقتراع النسبى من فرص الأحزاب الصغيرة للدخول إلى الكنيست. يبقى عدد المقاعد لكل قائمة وقفا لنسبة الأصوات التي جمعتها. وكمثال، إذا فاز أحد الأحزاب بنسبة 12.5% من الأصوات فسيحصل أول 15 مرشحا في قائمته على مقعد من أصل 120 في البرلمان.
ومع ذلك يجب على كل حزب أن يحصل على ما لا يقل عن 3.25% من الأصوات لدخول الكنيست والحصول على 4 مقاعد. ويشجع هذا النظام المجموعات الصغيرة على توحيد صفوفها مع أطراف أخرى. وتتنافس 41 قائمة أو حزبا على نيل أصوات الناخبين في 2019.
ويؤدى وجود العديد من الأحزاب إلى استحالة حصول أحدها على الغالبية المطلقة البالغة 61 مقعدا، واللازمة لتشكيل الحكومة. وبمجرد فرز الأصوات تبدأ المفاوضات لتشكيل ائتلاف.
وسيتشاور الرئيس الإسرائيلى، ريئوفين ريفلين، مع زعماء الأحزاب الممثلة بالكنيست ويختار من يراه أوفر حظا للنجاح في تشكيل ائتلاف. وأمام الشخص الذي اختاره الرئيس ما يصل إلى 42 يوما لتشكيل حكومة قبل أن ينقل الرئيس الإسرائيلى التكليف لسياسى آخر.
ويسعى نتنياهو، مرشح الليكود، (69 عاماً)، قضى منها 13 عاماً في الحكم تقريباً، للفوز بولاية خامسة، عبر الترويج لكونه المرشح الوحيد الفعلى لليمين بين الأحزاب الرئيسية، مع الإشارة لإنجازاته الدبلوماسية والاقتصادية.
ويعد بينى جانتس (59 عاما) الذي كان رئيسا للأركان العسكرية الإسرائيلية بين 2011- 2015 وجها جديدا في الساحة السياسية، كمرشح عن تحالف «أزرق وأبيض» (وسط)، حيث أسس حزب «مناعة إسرائيل»، ويركّز في الترويج لنفسه على خدمته العسكرية. وتحالف جانتس مع يائير لابيد، رئيس حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل)، الذي يملك في البرلمان الحالى 11 مقعداً، ومع رئيس أركان سابق آخر هو موشيه يعالون.
وانضم جابى أشكنازى، رئيس الأركان السابق، ورئيس النقابة العمالية المركزية «هستدروت»، إلى التحالف الجديد. أما آفى جاباى (52 عاما) فانضم إلى حزب العمل (يسار الوسط) قبل فترة قصيرة من توليه زعامته عام 2017. وسيطر حزب العمل على الحياة السياسة الإسرائيلية لسنوات قبل أن يخسر قاعدته الانتخابية لحساب اليمين.
وغادر وزير التعليم نفتالى بينيت (46 عاماً) ووزيرة العدل أيليت شاكيد (42 عاما) الحزب الدينى «البيت اليهودى» (8 مقاعد في البرلمان الحالى) ليؤسسا الحزب القومى «هايمين هحاداش» (اليمين الجديد) الذي يسعى للانفتاح بشكل أكبر على العلمانيين. ويدعم حزبهما بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة وضمها إلى إسرائيل كما يسعى لجذب أصوات الناخبين من تيار اليمين السائد.
وخوفًا من عدم حصول الأحزاب الصغيرة اليمينية المتطرفة على عدد كافٍ من الأصوات ولتجاوز العتبة الانتخابية، تم بإيعاز من نتنياهو الذي يريد ضمان أفضل الفرص لتشكيل ائتلاف حكومى، ضم حزب «القوة اليهودية» اليمينى المتطرف الذي يعدّ على نطاق واسع عنصريًا، إلى تحالف لائحة اليمين الموحّد المؤلفة من البيت اليهودى والتحالف القومى، وهو ما عرّض نتنياهو لانتقادات لاذعة داخل إسرائيل وخارجها، خاصة في الولايات المتحدة. أما أعضاء «القوة اليهودية» فهم أتباع الحاخام العنصرى الراحل مائير كاهانا، مؤسس حركة «كاخ» التي كانت تطالب بطرد العرب من إسرائيل، وصُنّفت كمنظمة «إرهابية» في إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى.
وتم استبعاد رئيس حزب «القوة اليهودية» ميخائيل بن آرى من الترشح بسبب التحريض على العنصرية. لكن لايزال عضو آخر في الحزب هو إيتامار بن جفير على القائمة الانتخابية.
وتمثل الأحزاب العربية الفلسطينيين الذين بقوا على أراضهم بعد قيام الدولة العبرية عام 1948 ويشكلون حوالى خُمس سكان إسرائيل.
وشُكلت عام 2015 القائمة العربية المشتركة التي نجحت في الحصول على 13 مقعدا في الكنيست، وكانت بذلك القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلى.
وتخوض 4 أحزاب عربية داخل إسرائيل الانتخابات البرلمانية الحالية ضمن قائمتين متنافستين بعد أن فشلت في تشكيل قائمة عربية مشتركة واحدة. والقائمتان هما: قائمة «الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير» برئاسة أيمن عودة، المتحالف مع أحمد الطيبى، والقائمة «الموحدة العربية وحزب التجمع» المكونة من الحركة الإسلامية الجنوبية وحزب التجمع الديمقراطى، وهو حزب قومى عربى أسسه عزمى بشارة.
ويشارك في الانتخابات حزب «شاس» المؤلف من يهود من أصول أوروبية غربية (سفارديم)، وحزب «التوراة اليهودية الموحدة» (اشكيناز) المؤلف من يهود من أوروبا الشرقية والوسطى، ويملكان حالياً 13 مقعدا ويمثّلان اليهود المتشددين (10% من السكان). وأعلن الحزبان دعمهما لنتنياهو، ومن شأن اعتراضهما على الخدمة العسكرية الإلزامية لطلاب المدارس الدينية اليهودية أن يجعل تحالفهما مع قائمة جانتس «أبيض وأزرق» غير وارد. كان موشيه فيجلين، اليمينى المتطرف من الحزب القومى الدينى اليهودى، عضوا في حزب الليكود وأسس حزب «زيهوت» (هوية). ويطالب حزبه في حملته بتشريع «الماريجوانا» للاستخدامات الترفيهية ما أكسبه اهتمامًا لمزجه بين الليبرالية والقومية الدينية.