غزة تايم – قبيل الذكرى السنوية الأولى للاحتجاجات على حدود قطاع غزة التي فتحت جبهة جديدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، زار مصور رويترز المخضرم ديلان مارتينيز غزة للمرة الأولى.
لم يكن مارتينيز (49 عاما) يعرف ما قد يتوقعه بعد عبوره من نقطة التفتيش الإسرائيلية المحصنة، مرورا بممر وطريق مواز يؤدي إلى نقطة تفتيش فلسطينية متداعية في الطرف الآخر.
ولأن مارتينيز لم يشاهد غزة من قبل، كانت مهمته استغلال ذلك في تسجيل الحياة بعيدا عن الاعتداءات الإسرائيلية اليومية في الأراضي الفلسطينية المحاصرة.
وقال مارتينيز -الذي يعمل في رويترز منذ 28 عاما وسبق أن غطى أحداثا في أوروبا وآسيا والأميركتين ويعمل حاليا في لندن- “لدينا فريق كبير من المصورين والصحفيين في غزة مهمتهم الرئيسية تتمثل في تصوير الاحتجاجات والاشتباكات بين إسرائيل وغزة”.
وتابع “أعتقد أن مهمتي كانت القيام بأي شيء بخلاف ذلك، لأن الجميع شاهدوا هذا الجانب من غزة”.
وتجوّل مارتينيز برفقة مصور مساعد لرويترز من مدينة غزة في القطاع، وصوره في كل ساعة ليلا ونهارا على مدى عشرة أيام.
وكان أبرز ما شاهده قطعة أرض بين مدرسة ومسجد يلعب فيها أطفال، وقال مارتينيز “كان هؤلاء الأطفال يحرقون بعض الورق المقوى ويحتمون بخنادق ويلقون كرات من الرمال حتى لا يؤذوا بعضهم بعضا. وقلت لهم: أوه، ماذا تفعلون يا شباب؟ فقالوا: نحن نلعب لعبة اليهود والعرب”، وأضاف أن الصورة “ستبقى معي على الأرجح للأبد”.
ومما أثار دهشته أن أجزاء من غزة تشبه نسخة غير مطورة من شاطئ فينيسيا الشهير في كاليفورنيا، بغروب الشمس على البحر المتوسط والسباحين والمتزلجين على المياه، لكن في كثير من الأحيان بوجود مبان منهارة وأكوام من القمامة في الخلفية، وفي ساحات سيارات الخردة في الشمال شاهد أكواما من السيارات المهملة.
ويشير تقرير للأمم المتحدة صدر في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى أن 53% من سكان غزة يعيشون في فقر، ولذلك يتم تفكيك كل الأشياء القيمة مثل السيارات لاستخدام كل أجزائها.
وبعد غروب الشمس وخلو الشوارع، تستمر صالات البلياردو والمخابز في العمل خلال ظلام الليل وانقطاع الكهرباء المستمر في غزة.
ويقول مارتينيز إنه تلقى تحذيرات كي لا يصور نقاط التفتيش التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو المنشآت العسكرية.
وتابع “ثمة شعور حقيقي بأنك محاصر، يمكنك أن تقف على الشاطئ وتنظر في الأفق وترى هذه الشمس والمياه الزرقاء الرائعة، وتشعر بأنك جزء من العالم وهناك كل شيء من حولك”.
وأضاف “تنظر إلى اليمين وتحول الاتجاه فهناك إسرائيل، ويمكنك السير في هذا الطريق بالسيارة لمدة عشرين دقيقة. تنظر في الاتجاه الآخر، هناك مصر. تسير على الطريق، هناك الحصار، لا يمكنك الذهاب إلى أبعد من ذلك”.
وقال “تنظر إلى البر، هناك في الأفق بالخلفية إسرائيل أيضا، ولا يمكنك السير في هذا الطريق”.
واختتم بقوله “ثمة شعور دائم بأنك لا يمكنك الذهاب إلا في اتجاه واحد… هناك شعور بالحصار؛ وهذا ما شعرت به”.