صواريخ الاحتلال تقتل أحلام مقبلين على الزواج في غزة

Ahmed Ali27 مارس 2019
صواريخ الاحتلال تقتل أحلام مقبلين على الزواج في غزة

غزة تايم –  إلى أجل غير مسمّى، سيؤجل الشاب الفلسطيني وليد الشوا (26 عاماً) حفل زفافه على عروسه نائلة الجليس، بعد أن دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية “عش الزوجية”، ومعه آمالهما وأحلامهما وتجهيزاتهما لفرحهما، والذي كان مقرراً بعد أسبوعين في مدينة غزة.

تجهيزات العرس حُوِّلت إلى رماد، بفعل استهداف المبنى السكني الذي يضم مجموعة شقق، بعد أن قام بحجز قاعة الفرح، وتجهيز الملابس وكافة التحضيرات داخل غرفة في بيت أخته هبة التي قررت استضافته، بعد أن ضاق بيت عائلتها بمن فيه.

ونسفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أحلام عرسان من قطاع غزة كانوا على موعد قريب مع الفرح، بعد أن دمرت صواريخها مبنى سكنياً مكوناً من أربع طبقات، أحدث دماراً واسعاً أتى على المنطقة بأسرها غربي مدينة غزة.

المصادفة جمعت عدداً من القصص الإنسانية داخل المبنى المدني وفي محيطه، والذي استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي مُدعية أنه مبنى أمني، إذ يضم عدداً من الأسر الفلسطينية محدودة الدخل، وتحيط به مجموعة أخرى من المنشآت السكنية، ذات البناء القديم.

دمّر المبنى السكني (عبد الحكيم أبو رياش)

ويقول العريس الشوا إنه أتمّ كافة التحضيرات بجهود ذاتية، وبمشقة كبيرة. ويضيف: “لم أتمكن من الزواج في منزل أسرتي المجاور للمبنى الذي تقيم فيه أختي، فقررت استئجار غرفة بعد اتفاقي مع زوج أختي، وتجهيزها، إلا أن الشقة دمرت بكامل ما فيها، بعدما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المبنى مساء يوم الإثنين، وضاعت معها أحلامي، وشقاء العمر”.

ويتابع الشوا: “في تمام الساعة التاسعة، اتصلوا بي لإخباري بأنه سيتم قصف مقر أمني قريب من العمارة السكنية التي تقطن فيها شقيقتي، إلا أننا فوجئنا بقصف العمارة السكنية، بما فيها من شقق تؤوي عائلات وأسراً”. ويجزم وليد بأنه سيؤجّل الفرح، ولن يفكر فيه حتى يتم إيواء شقيقته وأسرتها. “لم أتخيل في يوم من الأيام أن تنسف آمالي، ويضيع مستقبلي في غمضة عين”.

دمار وحسرة (عبد الحكيم أبو رياش)

أما شقيقته هبة، صاحبة الشقة التي تحوّلت إلى كومة ركام بعد قصف المبنى، فتوضح “أنها فوجئت بصوت طرق عالٍ على باب الشقة، يخبرها بضرورة إخلاء البيت، بعد ورود معلومات تفيد باستهداف مبنى أمني قريب، إلا أنها صدمت بعد الإخلاء بقصف البناية ذاتها، بما فيها من أثاث ومستلزمات”.

وتوضح هبة أنها لن تتمكن وشقيقها من الرجوع إلى بيت العائلة، الذي يضم نحو 6 أفراد، إذ دُمر أيضاً بفعل القصف، مؤكدة أنها لا تملك أي مأوى سوى الشارع، وأنها بحاجة إلى إيواء سريع، ومن ثم إعمار بيتها.

وتعددت القصص المؤثرة داخل الحي المكون من 3 بنايات سكنية بنيت منذ زمن الحاكم العسكري الإسرائيلي، والذي حولته صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية إلى حُطام، ومن بينها قصة العروس شيماء الحويطي، والتي كانت تفصلها أيام عدة فقط عن الزفاف إلى عريسها فهر الوحيدي.

وتقول أم هاني الحويطي، والدة العروس التي خُطبت قبل نحو شهر، إنها فقدت تجهيزات ابنتها بعد استهداف المبنى السكني المُلاصق للمبنى الذي يضم شقتها، إلا أنها أبدت سعادة – مكتومة – بعد سماعها عن نبأ بعض المبادرات الشبابية التي تنوي تعويضها عن الخسائر التي لحقت بمستلزمات ابنتها.

وتضيف بصوت متقطع وقد غلبها البكاء: “كسروا فرحتنا، كانت ابنتي تتمنّى أن يتم زفافها من بيت والدها، والذي بُني بكدّ وتعب وعرق السنين”، موضحة أن ضرراً بالغاً لحق به من جراء القصف الإسرائيلي.

وفقدت أم سامر أبو رمضان، التي تسكن في الشقة المقابلة لشقة العروس، منزلها من جراء القصف، الذي يؤوي 6 أشخاص، وقالت: “ما زلنا تحت تأثير الصدمة، نشعر وكأننا في كابوس حقيقي، نحن فقدنا كل شيء”.

المصدر “العربي الجديد”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

x