تقرير عن الهوية العمانية استحضار الموقع واستنطاق التاريخ لم يعد نطاق العولمة والثورات الصناعية محصوراً في البعد الاقتصادي فقط، بل إن تطور هذا النطاق يتسارع؛ لتشمل الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والسلوكية، مع التأكيد على الحاجة إلى نهج التحديث والمشاركة في عصر العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.
ومع ذلك، يجب أن يتوازن ذلك مع الانتماء إلى الثقافة الأصيلة المتجذرة، وإثراء الهوية العمانية، والحفاظ على التقاليد والخصوصية. يتطلب النجاح في تعزيز الهوية والحفاظ على الثقافة مشاركة واعية ومسؤولة في هذا العالم المتسارع، والاستفادة من الفرص الإيجابية المتاحة.
وتنبع عملية الحفاظ على الهوية وتعزيز المواطنة المسؤولة من دمج هذه المفاهيم في المناهج التعليمية، وتنشئة الجيل الجديد على أسس وموروثات الهوية والحضارة العمانية.
يلعب المجتمع بشكل عام ومؤسسات المجتمع المدني بشكل خاص دورًا فاعلًا في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي، من خلال مختلف الأنشطة الممكنة التي تدعمها الحكومة والقطاع الخاص، والتي تهدف إلى تنسيق وتطوير البرامج الوطنية التي تعزز التماسك الاجتماعي.
وقلب الهوية الوطنية والحضارة العمانية، فيما يلعب الإعلام دورًا بارزًا ومهمًا في تأطير ثقافة الشباب العماني، وإيجاد توازن بين موروثات الحضارة وأسس الهوية من جهة، والتطورات التقنية. وتوظيف استخدامها بأفضل طريقة لدعم بناء مجتمع يفخر بهويته من ناحية أخرى.
مع تركيز المناهج التعليمية على بناء القدرات الوطنية، وتعزيز الوعي بأهمية الهوية العمانية، وبناء الشخصية العمانية التي تدعم استدامة الهوية الوطنية. وفي هذا السياق أيضًا، تلعب الأنشطة الثقافية بمختلف أنواعها في السلطنة دورًا بارزًا في عملية تعزيز المواطنة.
وتجذير مفهومها بين الشباب العماني، والاعتزاز بهويتهم، حيث تمتلك السلطنة معالم ومواقع ومكونات ثقافية وتاريخية وسياحية قادرة على جذب أعداد كبيرة من السائحين، تعكس للعالم الهوية والحضارة العمانية.
التوجه نحو المستقبل والتعامل مع مستجداته والحفاظ على السمات الثقافية بتنوعها وتسامحها، يشكل المدخل المنشود لرؤية عمان 2040 التي تقوم على الانفتاح على العالم بجذور راسخة وفهم واضح لمكونات الهوية.