يمثل أول مصنع لقلي البطاطا في قطاع غزة المحاصر بصيص أمل يضيء حياة ما يقرب من عشر نساء يعملن فيه. وفتح مصنع «روزيتا» أبوابه عام 2018، ومنذ ذلك الحين يعتبر مصدر دخل للنساء اللواتي يعملن فيه ومعظمهن من خريجات الجامعات.
وقالت مسؤولة في المصنع تدعى ريهام المدهون «كانت فكرتنا ان نُشغل أيدي عاملة نسوية في المصنع ونفتح فرصة عمل للسيدات، وخصوصا أنه لا يحتاج لمجهود عالي في الشغل. كل المطلوب جودة ودقة في العمل، الجودة المطلوبة والدقة في العمل تتسم بهما النساء أكثر من الشباب. وكما ترون، الشغل سهل وسلس وممكن أي صبية تشتغله، فيش مجهود عالي عليها، كلهن خريجات جامعيات، ما يسهل علينا أيصال الأفكار لهن».
ويقدر عدد سكان قطاع غزة بنحو مليوني نسمة، ينتشر بينهم الفقر ويبلغ معدل البطالة نحو 50 في المئة. وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع في 2005 لكنها تفرض عليه حصارا متذرعة بمخاوف أمنية.
ويقول مُشغِّلو المصنع أنه يسهم في تقليل اعتماد القطاع المحاصر على الاستيراد بشكل متزايد.
وتشغيل هذا المصنع جاء كمشروع مشترك للجمعية التعاونية الزراعية في بيت حانون ومؤسسة «معاً» بدعم من منظمة «أوكسفام» الخيرية، وذلك لتمكين المرأة اقتصاديا، ودعم المزارعين الفلسطينيين الذين يتعرضون لخسائر فادحة في ظل الحصار المفروض على القطاع.
وعبرت عاملات بالمصنع عن سعادتهن بعملهن فيه. وقالت رهيفة حمد (24 عاما) خريجة جامعية درست الرياضيات وهي أم لطفل، أنها سعيدة لعثورها على عمل في الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة.
وقالت عاملة أخرى تدعى رؤى قاسم (25 عاما) خريجة درست موضوع السكرتارية الدولية أنه بسبب الوضع الاقتصادي تغيرت النظرة السلبية لعمل المرأة وأصبح مقبولا أكثر.
ويعتمد المصنع المقام في بيت حانون على محصول البطاطس المحلي، ويُباع إنتاجه في الأسواق المحلية وللمستهلكين.
وفي يناير/كانون الثاني صدّر المصنع بعض إنتاجه للمرة الأولى إلى دولة الكويت حسبما ذكر مسؤول في صفحة الجمعية التعاونية الزراعية في ببيت حانون على فيسبوك.
ويقدر أجر العاملة في المصنع بنحو 11 دولارا في اليوم.
المصدر “رويترز”