أكدت الشرطة في قطاع غزة مقتل الفتاة أمال أحمد الجمالي تبلغ من العمر 10 سنوات، الليلة الماضية، من حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث قال المتحدث باسم الشرطة العقيد أيمن البطنيجي في بيان لوزارة الداخلية: “بعد نقل جثة الطفل إلى الطب الشرعي صباح اليوم، ثبت أن سبب الوفاة هو الضرب المبرح للطفلة”.
وأضاف البطنيجي أن الجاني من خلال التحقيقات الأولية هو والد الطفلة، حيث تم القبض عليه، ويتم استكمال الإجراءات القانونية في القضية، في إشارة إلى أن قضية مقتل الطفلة أمال أحمد الجمالي أثارت ضجة واسعة عبر منصات السوشيال ميديا في غزة وسط مطالبات بتحقيق العدالة وتفعيل قانون حماية الأسرة.
وأوضح أقارب الضحية أمل الجمالي أن الفتاة ماتت جائعة، وليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الفتاة وأشقائها للضرب بالعصا والحزام – من الأم المطلقة – لأنهم يطلبون الطعام، في إشارة إلى أن والدتهم رفضت حضانتهم لأنها تزوجت بعد طلاقها، وأن زوجة والدهما اعتادت أن تشارك في تعذيبهما واتهامهم بالسرقة.
أب يقتل ابنته في غزة بـ “العصا والحزام”
وبحسب شهود عيان ومصادر قريبة من الأسرة، فإن المواطن أحمد الجمالي والد الطفل يعمل كسائق تاكسي ويتقاضى راتب متقاعد من السلطة الفلسطينية، أنجب بنتين وولد من زوجته الأولى، وبعد خلافات عائلية كان سببها سوء أخلاق المجرم وصل الأمر بهما إلى الطلاق، وقضت المحكمة باستضافة الوالدة لأبنائها مرة كل أسبوعين، في إشارة إلى أن المجرم كان يتلكأ في إرسال الأبناء إلى أمهم، إلى أن تدخل رجال الإصلاح.
بعد فترة من طلاق القاتل، تزوج فتاة أخرى وأنجب عددًا من بناته، حيث كانت زوجته الثانية تحرضه على أبنائه من زوجته الأولى، وكان يضربهم بقسوة وعنف لا يستطيع الأطفال في هذا العمر تحمله وفي إحدى المرات رمى ابنه من منزله على ارتفاع طابقين، سقط الطفل وعانى من كسر في الجمجمة ورضوض في جسده وعندما نقل الطفل إلى المستشفى دخل قسم العناية المركزة لعدة أيام، ثم تم نقله إلى القسم المتخصص وبعد فترة غادر المستشفى.
وتسلط المجرم القاتل أحمد الجمالي على ابنته من زوجته الأولى، تدعى “تالا”، حيث اعتدى عليها بالضرب بعصا وحزام، وهربت الطفلة من منزل والدها إلى مركز “شرطة التفاح والدرج” وإلى مركز الدفاع المدني، وقامت الشرطة بإحضار المجرم القاتل أحمد الجمالي أكثر من 6 مرات في كل مرة يتم فيها إحضاره إلى مركز تحقيقات الشرطة، لكنه للأسف كرر المحاولة لمهاجمة الفتاة.
بعد ظهر يوم الخميس في اليوم التاسع من تموز 2020 طلبت الابنة التي تعرضت للقتل “أمال” رؤية والدتها كما حكمت المحكمة الشرعية في حكم سابق، رفض المجرم طلب ابنته الذهاب لرؤيتها الأم كالمعتاد وضربها وعذبها بعنف شديد، ونتيجة لذلك، دخلت الطفلة في حالة من اللاوعي الكامل، ولم يتوقف عن ضربها على الرغم من صراخ أشقائها، بل تركها في حالتها بغرفة مجاورة في اللحظة التي كان يجب أن يساعدها فيها أو نقلها إلى المستشفى، وعلى الرغم من ذلك، ضربها مرة أخرى بالعصا والحزام على رأسها وقدميها حتى فاضت روحها.