كل تجعيدة تخط وجهها لها حكاية تأسر اهتمام الناظرين، ربما هو الودّ الذي جعله الله لعباده المتقين، حيث كانت وحدتها الدافع وراء نسخها القرآن مرتين في أقل من 6 أشهر.
السيدة الفلسطينية ميمي فرج الله (56 عامًا) من قطاع غزة، المواظبة على قراءة الكريم، تختم القرآن كل أسبوع مرة، وفي رمضان تختمه 15 مرة.
بلهجة بدوية تسر السامعين تقول، “حسيت حالي فاضية ووحيدة، وولادي ملتهيين بولادهم، فبديت أكتب فيه. الله استجاب دعوتي، دايما في قيام الليل بدعي: يا رب تلهيني بذكرك عن ذكر الناس. أنا كنت بدي ألاقي ربنا وأنا مخلصة القرآن. والحمد لله بعد ما خلص رمضان (الماضي) بديت أنسخ فيه”.
https://www.facebook.com/GazaTime2019/posts/150222166346128?__tn__=-R
السيدة الخمسينية أرادت أن تحفظ كتاب الله كما أبناؤها، فهي أم لتسعة جميعهم متزوجون عدا واحد، سبعة ذكور؛ ثلاثة منهم يحفظون القرآن كاملا، ورابع يحفظ نصفه وقد وعد أمه أن يكمله، والباقون يحفظون أجزاء منه. أما الأخريات، فإحداهن تعمل معلمة للتربية الإسلامية، والثانية درست اللغة العربية.
ونظرا لعمرها، فقد حاول أبناؤها بالعدول عن الفكرة، كونها تعاني من ضعف البصر، وألم في أصابعها لكنها كانت مصرة، وتتابع ميمي “قلي ابني عبد الله، لما بدك تكتبي القرآن لازم الصفحة إلي بدك تكتبيها يكون فيها نفس عدد الآيات إلي في صفحة القرآن، قلتلو وأنا قدها إن شاء الله”.
شرعت في نسخه للمرة الأولى في مايو الماضي، إذ كانت تقضي نحو 10 ساعات يوميا في الكتابة، وتقول وهي تجلس تحت خارطة فلسطين طرّزتها “كنت أصلي الضحى وأقعد أكتب القرآن، أحيانا كنت أكتب القرآن وأتأخر عن الصلاة فيجي ابني عبد الله يقلي لا يما قومي صلي بعدين بترجعي تكتبي… ولادي كانوا يحكولي يما بكفي اليوم تعالي اقعدي معانا، أقلهم لأ، بدي أخلص إلي علي”.
وبعد شهرين ونصف، أنهت نسختها الأولى كاملة، ولاقت اهتماما ومباركة، من أبنائها وأصدقائهم، وعائلتها، ثم أرادت أن تنسخ القرآن مجددا، فبدأت في أغسطس الماضي كتابتها للمرة الثانية، وأنهت نسختها الثانية في نهاية أكتوبر الماضي لكنها فرحتها في المرة الأولى كانت أكثر.
المصدر: وكالات