غزة تايم – منذ إعلان المقاومة الفلسطينية رسمياً عن امتلاكها طائرات مسيرة بدون طيار، بدأ الاحتلال الإسرائيلي يتأهب لشكل مختلف من التعامل مع هذا التطور النوعي الذي أدخلته المقاومة لمنظومتها العسكرية.
وشهدت الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014 أول ظهور عملي لهذه الطائرات حينما أرسلت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس هذه الطائرات لتحلق فوق أهداف عسكرية ومقار تابعة لجيش الاحتلال في مختلف المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 والتي اكتشفها جنود الاحتلال الإسرائيلي بالصدفة.
وفي حينه أعلنت القسام عن امتلاك طائرات أبابيل محلية الصنع تمكن مهندسوها من تطويرها عبر ثلاثة نماذج وهي طائرة A1A وهي ذات مهام استطلاعية، طائرة A1B وهي ذات مهام هجومية-إلقاء، طائرة A1C وهي ذات مهام هجومية-انتحارية.
وخلال هذه الحرب أعلن الاحتلال عن تمكنه من اسقاط طائرة واحدة بدون طيار بصاروخ بلاستي تزيد تكلفته عن 100 ألف دولار أميركي بمدينة أسدود جنوبي فلسطين المحتلة، في الوقت الذي عرضت فيه القسام صوراً لطائراتها وهي تحلق فوق أهدافاً عدة خلال مهام كانت تقوم بها لرصد المواقع والأهداف.
وجاء تاريخ 15 كانون أول/ ديسمبر 2016 ليكشف جانباً خفياً من مشروع الطائرات بدون طيار التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية حينما تمكن الموساد الإسرائيلي من اغتيال المهندس والعالم التونسي محمد الزواري الذي عمل رفقة فريق خبراء فلسطيني من المقاومة على تطوير مشروع الطائرات.
وظهر الزواري في مقاطع فيديو عرضت ضمن تحقيق صحافي مصور وهو يجري تجارب ناجح على طائرات بدون طيار في قطاع غزة خلال فترة تواجده بغزة.
في الوقت الذي واصلت فيه المقاومة تطوير سلاحها الجوي، مروراً بإعلان سرايا القدس مؤخراً عن طائرات مسيرة تتمكن من إلقاء عبوات وأجسام متفجرة.
وشهدت جولة التصعيد الأخيرة إفصاح الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي عن نوع إضافي من الطائرات المسيرة القادر على التسلل داخل الحدود واستهداف أهداف عسكرية وجنود الاحتلال.
وجاءت العملية الأخيرة التي كانت، اليوم السبت، لتوصل رسائل جديدة للاحتلال عن دخول سلاح جديد لدائرة العمل الرسمي عبر استهداف ناقلة جند إسرائيلية مصفحة والتسبب بخسائر بها.
وأثارت علمية إلقاء العبوة الناسفة تجاه قوة لجيش الاحتلال قرب قطاع غزة باستخدام طائرة مسيرة، موجة من ردود الأفعال في صفوف المراسلين المحللين العسكريين في كيان الاحتلال اللذين اعتبروها تطورًا في عمل المقاومة وخطرًا كبيرًا على الاحتلال.
وقال “أمير بوحبوط” المحلل العسكري في موقع “والا” العبري أن عملية اليوم تعتبر خطيرة جداً، وأضاف أن فصائل المقاومة في قطاع غزة تحاول قلب المعادلة.
من ناحيته قال “أور هلر” المراسل العسكري لقناة (13) العبرية أن هذا الوقت هو وقت الطائرات المسيرة المفخخة، في حين قال “يوسي يهوشواع” مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن جيش الاحتلال رد بشكل بسيط على العملية وذلك ضمن السياسة التي يتبعها الجيش مع قطاع غزة باحتواء الأحداث.
المصدر: قدس الإخبارية