فلسطين تشتعل حرًا.. طقس خانق يُنهك البشر والحجر

Ekram Bahadur12 يوليو 2025
فلسطين تشتعل حرًا.. طقس خانق يُنهك البشر والحجر
فلسطين تشتعل حرًا.. طقس خانق يُنهك البشر والحجر

 

بين معاناة الطقس القاسي وانقطاع الكهرباء والماء… الفلسطينيون يقاومون حرّ الصيف بظلّ الأمل
الجمعة 11 يوليو 2025

استفاق ملايين الفلسطينيين اليوم على يوم حارق آخر، ضمن سلسلة أيام طويلة من موجة حر شديدة تضرب المنطقة، جعلت التنفس ثقيلًا، والحركة مرهقة، حتى داخل المنازل. من غزة المحاصرة إلى رام الله الجبلية، مرورا بمدن الضفة الغربية، كل شيء يكاد يذوب تحت أشعة شمس لا ترحم.

 غزة: بين نار الحرّ ولهيب الحصار
في غزة، الوضع لا يوصف بكلمات عادية. الحرارة تخطت اليوم حاجز 35 درجة مئوية، مع رطوبة خانقة وصلت إلى أكثر من 70%، ما جعل الإحساس الفعلي بالحرارة يتجاوز الـ40 درجة. ولكن الطقس ليس وحده ما ينهك السكان، بل الواقع المعقد والمتداخل:

انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، يصل أحيانًا إلى 20 ساعة يوميًا، يحرم الناس من التكييف أو حتى تشغيل مراوح.

نقص في المياه الصالحة للشرب، يجعل من البقاء رطبًا ومروّيًا تحديًا يوميًا.

أمهات يحاولن تبريد أطفالهن باستخدام عبوات ماء مثلجة أو مراوح يدوية، وشباب يفرّون إلى الشواطئ رغم تحذيرات التلوث.

يقول أبو خالد من حي الشجاعية:

“مش بس الطقس نار، إحنا عايشين وسط فرن. كل زاوية في البيت فيها عرق، الكهربا مش بتيجي، والولاد صارت تبكي من الحر، ما في تهوية ولا نوم ولا حياة.”

رام الله والضفة: حرارة جافة ولكنها لا تقلّ قسوة
في رام الله وبيت لحم ونابلس، كانت درجات الحرارة اليوم بين 33–36 درجة مئوية، لكنها أقل رطوبة من غزة، مما يجعلها جافة، مؤلمة عند التنفس. رغم ذلك، التنقل في الشوارع صعب، والمحال التجارية تعاني من ضعف الإقبال خلال النهار.

العمال، موظفو البلدية، طلاب الجامعات في الدورات الصيفية، كلهم يحاولون إنجاز مهامهم في ظلّ شمس عمودية تلسع الأكتاف وتنهك الأجساد.

يقول سليم (28 عامًا) من رام الله:

“بنشتغل بالنهار، بننزل مواد تموين، بس كلنا تعبانين، الرأس يدوّخ، والناس مش طايقة بعضها من الحر. ما إلنا غير نكمّل.”

هل هناك انفراجة في الأفق؟
الأرصاد الجوية تشير إلى أن موجة الحر ستستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل على الأقل، مع احتمال انخفاض تدريجي طفيف في الحرارة مساء الأحد أو الإثنين، خاصة في المناطق الجبلية. لكن الرطوبة ستبقى مرتفعة في غزة، مما يُبقي الإحساس بالحرارة عاليًا.

لا توجد مؤشرات حالية على تغير جذري في الطقس، وقد تتجدد موجة أخرى نهاية الشهر، بحسب تقديرات موسمية.

 نصائح بسيطة لكن مهمة لتجاوز هذه الموجة:

  1. اشرب كميات كبيرة من الماء حتى لو لم تشعر بالعطش – الجفاف يأتي بصمت.
  2. تجنّب الخروج في ساعات الذروة (11 صباحًا – 4 عصرًا).
  3. استخدم منشفة مبللة أو قطعة قماش مبلولة لتبريد الرقبة والجبين.
  4. لا تترك أحدًا داخل السيارة – الأطفال وكبار السن تحديدًا.
  5. ارتدِ ملابس قطنية فاتحة اللون.
  6. حاول تأجيل الأعمال المرهقة لآخر النهار أو للصبح الباكر.
  7. ساعد كبار السن والجيران في مناطق بلا كهرباء أو وسائل تبريد.

 ما وراء الأرقام: تعب الناس لا يُقاس بدرجة حرارة فقط
الطقس القاسي لا يؤلم فقط الجسم، بل يتعب النفس، يُثقِل القلب، ويضيف عبئًا على شعب يعيش أصلًا تحت ضغوط معيشية وأمنية. في غزة، لا يوجد تكييف، وفي الضفة، العمل لا يتوقف رغم اللهيب. الكل يحاول النجاة كلٌّ بطريقته.

لكن الفلسطينيين كما هم دومًا، يصمدون. يبتكرون حلولًا. يسقون أنفسهم بالماء ويُبلّلون الشراشف وينشرونها على النوافذ ليخففوا حرارة البيوت. يقاومون الطقس كما يقاومون كل شيء: بإيمان، بروح، بقلوب لا تنكسر.

كن معنا بغزة تايم اول باول

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.