حصار وسوء تغذية.. التجويع الإسرائيلي يفتك بأطفال غزة

Ahmed Ali15 أبريل 2025
حصار وسوء تغذية.. التجويع الإسرائيلي يفتك بأطفال غزة
حصار وسوء تغذية.. التجويع الإسرائيلي يفتك بأطفال غزة

يعاني عدد من الأطفال الفلسطينيين في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة من سوء التغذية الشديد، في مشهد يتكرر بشكل شبه يومي نتيجة سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل من خلال إغلاق المعابر أمام المساعدات والبضائع للشهر الثاني على التوالي.

تستخدم إسرائيل سياسة التجويع كوسيلة انتقام ضد أطفال غزة الذين نجوا من القصف والحرق والقنص، لتدفعهم إلى الموت باستخدام سلاح الجوع، الذي اعتبرته مؤسسات حقوقية وحكومية من أدوات الإبادة الجماعية.

تستمر هذه الأزمة وسط انهيار القطاع الصحي في غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.

منذ 2 مارس/آذار الماضي، تواصل إسرائيل إغلاق معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية، مما فاقم الأزمة الإنسانية للفلسطينيين، بحسب تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حذرت في بيانها الأخير من اقتراب القطاع من حالة الجوع الشديد، مشيرة إلى أن الرضع والأطفال ينامون جائعين مع اقتراب نفاد الإمدادات الأساسية.

ويضاف إلى هذا التدهور أن الفلسطينيين في غزة يعانون من حصار طويل الأمد، مما أدى إلى تقنين المساعدات وحرمان مئات الآلاف من العائلات الفقيرة من حصصها الغذائية.

وفقًا لبيانات البنك الدولي، حولت الحرب الإسرائيلية جميع سكان غزة إلى فقراء، ما جعلهم عاجزين عن توفير متطلبات الحياة الأساسية مثل الطعام والماء.

تدهور صحي مقلق

في مستشفى شهداء الأقصى، تستلقي الطفلة (تحرير) البالغة من العمر أربع سنوات على سريرها، وهي تعاني من هزال واضح وضمور في عضلات جسدها بسبب سوء التغذية. والدتها، التي تحدثت لوكالة الأناضول، أكدت أن طفلتها كانت بصحة جيدة قبل بدء الحرب الإسرائيلية، إلا أن الحصار والقيود المفروضة على المساعدات أثرت بشكل كبير على صحتها.

تستمر معاناة الطفلة، حيث تم حرمانها من الطعام الصحي مثل الفاكهة والعصائر الطبيعية، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية.

مخاوف من الموت

تنظر نجوى عرام، وهي أم فلسطينية، بحزن إلى طفلتها التي تعاني من سوء التغذية في مستشفى شهداء الأقصى. تقول نجوى إن طفلتها، التي هي الوحيدة لديها، تعاني من نقص شديد في الغذاء، مما أدى إلى معاناتها من النحافة والقيء المستمر. تعتمد نجوى على المساعدات الغذائية من الجمعيات الخيرية، حيث لا تستطيع تأمين الطعام لعائلتها.

تعبر نجوى عن قلقها الشديد على حياة طفلتها بسبب تدهور صحتها، مشيرة إلى أن العديد من الأطفال قد توفوا نتيجة لسوء التغذية. وتوجهت بنداء للمؤسسات الإنسانية لتوفير الغذاء والمستلزمات الطبية لإنقاذ حياة طفلتها، مطالبة بفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى غزة.

الوضع الراهن

حسب ما ذكرته سيغريد كاغ، المنسقة الأممية الخاصة لسلام الشرق الأوسط، فإن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية في غزة.

تستمر إسرائيل في سياسة الإبادة الجماعية رغم الالتزام المبدئي من حركة حماس بوقف إطلاق النار، إذ استأنفت هجماتها على غزة في 18 مارس/آذار 2025، في وقت شهد فيه القطاع الفلسطيني أعدادًا ضخمة من الضحايا، تجاوزت 167 ألف شهيد وجريح، بينهم معظمهم من الأطفال والنساء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.