أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم السبت، أن نحو 1.9 مليون شخص في قطاع غزة تعرضوا للتشريد القسري منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023. وقالت الوكالة في منشور على منصة “إكس”، إن “العديد من هؤلاء المشردين، بمن فيهم الآلاف من الأطفال، مروا بتجربة التشريد المتكرر وسط القصف المستمر والخوف والخسائر المدمرة”.
وأشارت أونروا إلى أن انهيار وقف إطلاق النار في مارس الماضي أسفر عن موجة جديدة من التشريد، حيث تضرر أكثر من 142 ألف شخص بين 18 و23 مارس. وأضافت الوكالة أن الطفلة “جانا” كانت من بين هؤلاء المتضررين، مشيرة إلى أنها التقت بها في أغسطس 2024 ثم مرة أخرى في نهاية الشهر الماضي. وأكدت أن جانا وجميع الأطفال بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق نار فوري.
أوضاعًا كارثية
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، يواجه الفلسطينيون أوضاعاً كارثية تشمل الحصار والتجويع والتعطيش، فضلاً عن موجات نزوح متتالية وسط تدمير واسع للمنشآت والمنازل. كما يواجه السكان أوامر إخلاء مستمرة من قبل الاحتلال في مناطق متعددة.
وفي السياق ذاته، حذرت وكالة أونروا أمس من الوضع المقلق في شمال الضفة الغربية بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، التي أسفرت عن أكبر موجة نزوح سكاني منذ حرب 1967. وأوضحت الوكالة أن هذه العمليات تسببت في تدمير ممنهج للمنشآت، بما في ذلك أوامر هدم تأثرت بها العديد من العائلات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين.
من جانبه، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير له الجمعة، بأن آلاف العائلات فرت غرباً في قطاع غزة بعد إصدار القوات الإسرائيلية أوامر نزوح جديدة شملت أجزاء من مدينة غزة. وحذر أوتشا من أن هذه الأوامر وضعت المدنيين في مواجهة أعمال عدائية وحرمتهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة. كما أشار إلى أن عشرات الآلاف من النازحين ما زالوا غير قادرين على العودة إلى ديارهم بسبب العمليات العسكرية المستمرة في شمال الضفة الغربية، خاصة في مدينتي جنين وطولكرم.
في 30 مارس الماضي، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد الهجمات على غزة وتنفيذ المخطط الأميركي الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين. ومنذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بحياة أكثر من 165 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.