في الفترة التي تسبق عيد الميلاد من كل عام، يعرض الصائغ الفلسطيني ميلاد العمش تماثيل ذهبية صغيرة لسانتا كلوز وأشجار عيد الميلاد المصغرة في متجره في مدينة غزة.
لكن جائحة كورونا أدى إلى ابتعاد العملاء التقليديين هذا العام عن سوق الذهب الذي تأسس قبل نحو 500 عام، وهو ممر ضيق تصطف على جانبيه متاجر صغيرة تحت سقف مقبب.
يقول العمش إن عمله قد انخفض بمقدار النصف مقارنة بنفس الفترة من عام 2019.
أوضح صائغ فلسطيني مسيحي يبلغ من العمر 27 عامًا أنه ورث هذا العمل أبًا من جد وقال من مكانه “هذه المهنة من (جدي) عمل فيها من عمر 50 أو 60 عامًا، أعطاها لأبي وأخذتها من أبي”.
عادة ما يحصل المسيحيون في غزة، الذين يشكلون أقلية من حوالي 1000 شخص، على هدايا تحت طابع عيد الميلاد، وهو عامل هامشي لمن يعملون في مجال المجوهرات.
لكن المسيحيين في غزة، مثل غيرهم، يشعرون بالتأثير الاقتصادي للأزمة الصحية والإغلاق بسبب كورونا.
وفاقم الوباء المصاعب الاقتصادية في قطاع غزة الذي تديريه حركة حماس وتفرض سلطات الاحتلال عليه حصارًا، وتفرض مصر أيضًا قيودًا على حدود القطاع بحجة مخاوف أمنية.
وسجل قطاع غزة، الذي يعيش فيه مليونا فلسطيني في أحياء مزدحمة، أكثر من 26 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا و169 حالة وفاة معظمهم منذ آب / أغسطس.
انخفض عدد المسيحيين في قطاع غزة بمقدار الثلثين خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، حيث شهد القطاع موجة هجرة بسبب الصعوبات الاقتصادية والرغبة في الفرار من المواجهات بين الفصائل المسلحة وإسرائيل.
وأوضح العمش أنه “لا يمكن للإنسان أن يعيش في بلد حرب، بلد مغلق، لذلك من الطبيعي بالتأكيد لمن لا يستطيع العيش أن يسافر ويذهب إلى مصالح في دولة أخرى”.