أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنّ نحو مليون شخص في قطاع غزة تلقّوا مساعدات غذائية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، مؤكداً في الوقت ذاته الحاجة الماسة إلى فتح جميع المعابر مع القطاع لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج، عبير عطيفة، خلال مؤتمر صحافي عقد في جنيف، إنّ “البرنامج تمكّن بعد ثلاثة أسابيع ونصف على وقف إطلاق النار من توزيع طرود غذائية على نحو مليون شخص في مختلف أنحاء القطاع”.
وأضافت أنّ الهدف الحالي هو إيصال المساعدات إلى نحو 1.6 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مشددة على أنّ تحسين الوصول الإنساني وفتح المزيد من المعابر يشكّلان شرطاً أساسياً لتحقيق هذا الهدف.
وأوضحت عطيفة أنّ المعابر العاملة حالياً تقتصر على معبرين فقط، وهو ما يعيق وصول الإمدادات الكافية إلى جميع المناطق، لا سيما شمال القطاع الذي يعاني أوضاعاً إنسانية قاسية ونقصاً حاداً في المواد الأساسية. ودعت إلى فتح الطرق الرئيسية داخل غزة لتسهيل حركة الشاحنات وضمان تدفق المساعدات إلى الأسواق المحلية.
وأشارت المتحدثة إلى أن استهلاك الغذاء في غزة ارتفع قليلاً بفضل المساعدات الإنسانية ودخول بعض الشاحنات التجارية، لكنه ما زال أدنى بكثير من مستويات ما قبل النزاع، حيث تفتقر الأنظمة الغذائية الحالية إلى التنوع الكافي، وتعتمد الأسر في الغالب على الحبوب والبقوليات، بينما نادراً ما يتمكن السكان من الحصول على اللحوم أو البيض أو الخضروات والفواكه.
وبحسب عطيفة، يُشغّل برنامج الأغذية العالمي حالياً 44 مركز توزيع للأغذية في مختلف محافظات القطاع، ويخطط لتوسيعها إلى 145 مركزاً خلال المرحلة المقبلة. كما يوفر البرنامج يومياً خبزاً طازجاً لنحو 700 ألف شخص من خلال 17 مخبزاً صناعياً يدعمها في غزة، بواقع تسعة مخابز في الجنوب والوسط، وثمانية في الشمال.
إضافة إلى ذلك، يستفيد حوالي 200 ألف شخص من تحويلات مالية أو قسائم رقمية تمكّنهم من شراء المواد الغذائية الأساسية من السوق المحلي، في محاولة لدعم الاقتصاد الداخلي وتخفيف الضغط على سلاسل الإمداد الإنسانية.
وأكدت عطيفة أن الوضع الغذائي في غزة لا يزال هشًّا للغاية، محذّرة من أن أي تراجع في وتيرة المساعدات أو استمرار إغلاق المعابر قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الجوع والمجاعة التي حذرت منها الأمم المتحدة في وقت سابق. وشددت على ضرورة “ضمان وصول آمن ومستدام للمساعدات إلى جميع المحتاجين دون استثناء”.
يأتي ذلك في وقتٍ تؤكد فيه منظمات دولية أن النظام الصحي والإغاثي في غزة يواجهان انهياراً شبه كامل نتيجة القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود، مما جعل جهود الإغاثة تتسم بالصعوبة البالغة رغم وقف إطلاق النار.
وكانت إسرائيل قد منعت دخول المساعدات مراراً خلال فترة الحرب، ما ساهم في تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، وأدى إلى تحذيرات أممية متكررة من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع المحاصر.
