غزة تايم

شاهد فيلم خيمة 56 كامل بدون حذف على تليجرام

شاهد فيلم خيمة 56 كامل بدون حذف على تليجرام
شاهد فيلم خيمة 56 كامل بدون حذف على تليجرام

أثار الفيلم السوري القصير «خيمة 56» جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والمجتمعية السورية، بعد عرضه الذي يعود إلى عام 2018، إلا أن موجة ردود الفعل بدأت تتصاعد بشكل كبير لاحقاً، خصوصاً بعد تداوله عبر منصّات رقمية في عام 2022. الفيلم الذي نال جائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان الإسكندرية السينمائي لأفلام البحر المتوسط عام 2018، يناقش – بحسب صناع العمل – معاناة النازحين السوريين في المخيّمات، لكنّه في المقابل لقي انتقادات لاذعة من شرائح واسعة اعتبرت أنه أساء إلى صورتهم ولهجتهم وأعرافهم.

ملخص القصة

يُجري الفيلم أحداثه داخل مخيم نازحين سوريين، حيث يعيش عدد من الأزواج مع أسرهم في خيام مزدحمة تُفتقر إلى الخصوصية. تُعرَض التحدّيات اليومية التي تواجههم، ومنها قدرة الزوجين على إقامة علاقة شرعية هادئة وسط هذا الاكتظاظ، فتوحي إحدى الزوجات بفكرة تخصيص «خيمة رقم 56» كمساحة مخصّصة لهذا الغرض، لكن الرياح القادمة من الخارج تغيّر مجرى الفكرة، ويتحوّل المشهد إلى ما يشبه صراعاً بين رغبة الخصوصية والمشاهدة والفضول من قبل الآخرين.

طاقم العمل والإنتاج

الفيلم من تأليف سندس برهوم، وإخراج سيف الشيخ نجيب، وشارك فيه عدد من الممثلين السوريين، منهم صفاء سلطان، علاء الزّعبي، نوّارة يوسف، وشادي الصفدي. تم تصويره في أحد مخيّمات لبنان كبيئة تمثيلية لواقع اللاجئين السوريين.

حاز الفيلم على جائزة “أفضل فيلم روائي قصير” في مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2018، ثم أُتيح لاحقاً مجاناً على الإنترنت، ما ساعد في انتشاره وانتقاله من النخبة إلى المشاهد الجماهيري، ما ساهم في إعادة فتح النقاش حوله.

ردود الفعل والجدل

الفيلم مثّل مادة جدّلية كبيرة، خصوصاً بين السوريين، وأحدث انقساماً واضحاً في الآراء:

من جهة، رأى بعض المشاهدين أن العمل يعكس معاناة حقيقية يعيشها النازحون داخل المخيمات، وعبّروا عن تقديرهم لمخاطبته لقضية الخصوصية ضمن عيش الظرف الصعب. من جهة أخرى، اعتبر كثيرون أنّ الفيلم يحتوي على مشاهد وإيحاءات جنسية، وأنّه أساء إلى أهل حوران ومخيماتهم من خلال استخدام لهجة حورانية وتناول موضوع حساس بأسلوب يرونه مبتذلاً.

الممثل علاء الزعبي اعتذر عمّا أثارته مشاركته في الفيلم، موجهاً اعتذاراً خاصاً لأهالي حوران، وأشار إلى أنّ العمل لم يكن بقصد الإهانة. من جانبها، الكاتبة سندس برهوم أوضحت أن الفيلم يناقش العلاقة الزوجية الشرعية داخل المخيم، وأن استخدام اللهجة الحورانية لم يكن مقصودًا، بل نتيجة طبيعية لتعدد لهجات سكان المخيم.

التحليل والنظرة النقدية

الفيلم يجمع بين عناصر الإثارة الاجتماعية والدراما الإنسانية الصغيرة – وهي مكونات تجعل منه مادة غنية للنقاش:

من خلال تصويره لمشهد الخصوصية داخل المخيم، يسلّط الضوء على واقع نادراً ما يُعرض في الدراما السورية: ازدحام الخيام، ضعف البُنى التحتية، غياب الخصوصية. لكن اختيار إطار العلاقة الحميمة كمحور درامي أثار حساسية كبيرة، فبينما يرون البعض أنه محاولة للكشف عن الواقع، يراه آخرون تجاوزاً أخلاقياً لأعراف المجتمع.

أسلوب العرض القصير والتركيز على خيمة واحدة يجعل الفيلم أشبه بـ«رمز» أو «ميكروكوسموس» للمعاناة الكلية، ما يعطيه قوة، لكنه أيضاً يحد من عمق المعالجة ويجعله عرضًا رمزيًا أكثر منه تحليلاً موسّعاً.

الجدال حول لهجة الحوران واللهجة الحورانية المستخدمة، وكذلك حول تصوير النازحين والعلاقة الزوجية، يفتح ملف تمثيل «الآخر المتأثر» في السينما السورية، والحدود بين التعاطف والتمثيل.

Exit mobile version