غزة تايم

من سيدخل غزة؟.. الغموض يلف مصير “القوة الدولية”

من سيدخل غزة؟.. الغموض يلف مصير “القوة الدولية”
من سيدخل غزة؟.. الغموض يلف مصير "القوة الدولية"

تشهد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نشر قوات دولية في قطاع غزة حالة من الغموض والجدل السياسي، في ظل تضارب المواقف بين الأطراف الإقليمية المعنية، وعلى رأسها إسرائيل ومصر وتركيا، وفق ما كشفت صحيفة “معاريف” العبرية في تقريرها الصادر اليوم الأربعاء.

وذكرت الصحيفة أن ضبابية القرار حول هوية وتفويض القوات الدولية التي يُفترض نشرها في غزة بموجب خطة ترامب، تضاهي الغموض الذي يكتنف العديد من الملفات التي تديرها الإدارة الأمريكية في المنطقة، خصوصًا مع تباين المصالح بين القوى الإقليمية. وأوضحت أن مصر تطالب بأن يتم نشر أي قوات دولية في القطاع بعد صدور قرار رسمي من مجلس الأمن الدولي، في حين تعارض إسرائيل بشدة أي مشاركة تركية في تلك القوات، بسبب مواقف أنقرة المساندة لحركة حماس.

ونقلت “معاريف” عن مصادر في تل أبيب أن المشهد الراهن يعكس “صراعًا على إعادة تعريف قطاع غزة”، إذ تسعى إسرائيل إلى الحفاظ على سيطرتها الأمنية لتعزيز موقفها في مفاوضات المراحل المقبلة من خطة ترامب، بينما تعمل حركة حماس على ضمان بقائها السياسي والعسكري، في حين تحاول واشنطن إيجاد توازن دقيق بين مطالب الأطراف والواقع الميداني.

وأشار التقرير إلى أن نجاح المبادرة الأمريكية لا يعتمد فقط على تشكيل القوة الدولية، بل أيضًا على مدى قدرة الأطراف على ضمان بقائها في القطاع، لافتًا إلى أن إسرائيل تشترط نزع سلاح حركة حماس بالكامل كشرط أساسي للانسحاب، في حين تصر الحركة على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية قبل أو بالتزامن مع دخول القوات الدولية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن “فكرة القوة الدولية إيجابية نظريًا، لكنها ستفشل ما دامت حماس تحتفظ بسلاحها أو تشارك في أي كيان سياسي، إذ إن تفكيك الحركة بالكامل هو الضامن الوحيد للاستقرار”. كما أكدت تل أبيب رفضها القاطع لأي وجود تركي داخل القوة الدولية، معتبرة أن “مشاركة أنقرة ستقوض العملية برمتها بسبب دعمها العلني لحماس ومواقفها المتشددة من إسرائيل”.

وفي محاولة لتفادي انهيار الخطة الأمريكية، ذكرت مصادر إقليمية للصحيفة أن هناك مقترحًا يجري تداوله يقضي بتسليم حماس أسلحتها الثقيلة إلى لجنة فلسطينية – مصرية تشرف على عملية “نزع السلاح”، غير أن هذا الاقتراح لم يحظَ بعد بإجماع نهائي بين الأطراف المعنية.

وأضاف التقرير أن القوات الأمريكية، التي تضم نحو 200 جندي، تراهن على تشكيل القوة الدولية والإشراف عليها من داخل إسرائيل، لكن الغموض بشأن هيكلها وتفويضها قد يطيل أمد الانتظار الأمريكي، في ظل غياب توافق سياسي واضح حول طبيعة المهمة.

واختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالتأكيد على أن ملف نشر القوات الدولية في غزة يمثل اختبارًا حقيقيًا لخطة ترامب للسلام، وللقدرة الدولية على تحقيق إنجاز دبلوماسي ملموس في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن قمة شرم الشيخ للسلام لم تحسم مصير غزة بعد، ولم تحدد ما إذا كان القطاع سيخضع لإدارة دولية مستقرة، أم سيعود إلى حالة من الفراغ الأمني والسياسي التي لطالما أشعلت الأزمات في المنطقة.

Exit mobile version