كشفت دراسة أسترالية حديثة عن نتائج واعدة تشير إلى أن أحد بدائل السكر الشائعة المستخدمة في آلاف أنواع الحلوى والمشروبات الغازية منخفضة السعرات، قد يحمل أملًا جديدًا لعلاج الصلع وتساقط الشعر.
ووفقًا لما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن باحثين من جامعة سيدني توصلوا إلى أن مركبات طبيعية موجودة في نبات الستيفيا، وتُعرف باسم الستيفيوسيدات (Steviosides)، يمكن أن تعزز من فاعلية دواء المينوكسيديل — أحد أكثر الأدوية شيوعًا لعلاج تساقط الشعر حول العالم.
ويُعد مينوكسيديل، المعروف تجاريًا باسم Rogaine، من الأدوية المعتمدة لتحفيز نمو الشعر عبر تنشيط تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، لكنه يواجه مشكلة رئيسية تتعلق بصعوبة امتصاصه عبر الجلد، ما يتطلب استخدامه مرتين يوميًا ولمدة طويلة قبل ملاحظة النتائج.
وللتغلب على هذا التحدي، أجرى العلماء تجربة مبتكرة على فئران مختبرية تعاني من مناطق صلعاء، باستخدام لاصق دقيق الإبر يحتوي على مزيج من المينوكسيديل والستيفيوسيدات.
وأظهرت النتائج أن الفئران التي استخدمت المزيج شهدت نموًا جديدًا للشعر غطّى نحو 67.5% من المناطق الصلعاء خلال شهر واحد فقط، مقارنةً بـ 25% فقط لدى الفئران التي استخدمت محلول المينوكسيديل التقليدي بنسبة 2%. كما بدأ نمو الشعر بالظهور بوضوح بحلول اليوم الرابع عشر من العلاج، دون تسجيل أي آثار جانبية ملحوظة.
وقال الدكتور ليفنغ كانغ، أستاذ الصيدلة في جامعة سيدني ورئيس فريق البحث:
“تشير نتائجنا إلى خطوة واعدة نحو علاجات طبيعية وأكثر فاعلية لتساقط الشعر، وقد تمهد الطريق لحلول مستقبلية يستفيد منها ملايين الأشخاص حول العالم الذين يعانون من الصلع الوراثي أو تساقط الشعر المزمن”.
ونُشرت الدراسة في مجلة Advanced Healthcare Materials العلمية المرموقة، حيث أوضح الباحثون أن الستيفيوسيدات تعمل على زيادة امتصاص الجلد للمينوكسيديل، ما يضاعف من فعاليته العلاجية مقارنة بالطرق التقليدية.
وتُستخدم الستيفيا حاليًا في أكثر من 40 ألف منتج غذائي حول العالم، أبرزها المشروبات الغازية منخفضة السعرات مثل كوكاكولا زيرو وبيبسي لايت، بالإضافة إلى أنواع عديدة من الآيس كريم والحلويات الخالية من السكر.
لكن الباحثين شددوا على أن تناول منتجات تحتوي على الستيفيا لا يؤدي إلى نمو الشعر، إذ أن التأثير العلاجي ظهر فقط عند تطبيق المركب موضعيًا على الجلد إلى جانب المينوكسيديل.
وأكد الخبراء أن نتائج الدراسة لا تزال أولية ومقتصرة على التجارب الحيوانية، داعين إلى إجراء مزيد من الأبحاث السريرية على البشر للتحقق من سلامة وفعالية هذه الطريقة قبل اعتمادها كعلاج جديد للصلع.