أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا انتهاء الحرب على قطاع غزة، وذلك خلال كلمته في قمة السلام التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، بحضور عدد من قادة ووزراء دول العالم. وقال ترامب في خطابه إن “الحرب في غزة انتهت”، مؤكدًا أن مرحلة جديدة من السلام وإعادة الإعمار قد بدأت.
وأوضح ترامب أن المساعدات الإنسانية والإغاثية بدأت تتدفق إلى القطاع الفلسطيني فور دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مشيرًا إلى أن هذا التطور يمثل نقطة تحول تاريخية بعد واحدة من أكثر الحروب دموية ومعاناة في تاريخ المنطقة. وأضاف أن بلاده ستعمل مع الشركاء الدوليين على إعادة إعمار غزة وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأمريكي أن الرهائن الإسرائيليين الذين تم إطلاق سراحهم في إطار الاتفاق الأخير قد عادوا إلى ذويهم سالمين، معتبرًا ذلك “خطوة مهمة نحو بناء الثقة بين الجانبين وتهيئة الأجواء لتحقيق سلام دائم”.
وخلال خطابه، وجّه ترامب شكره للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على منحه قلادة النيل تقديرًا لجهوده الدبلوماسية في التوصل إلى الاتفاق، مشيدًا بدور القاهرة في رعاية الحوار بين الأطراف المتحاربة. كما ثمّن مساهمة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في دعم مسار الوساطة والتنسيق المستمر لإحلال السلام.
وشدّد ترامب على أن جهود الدول العربية والإسلامية كانت حاسمة في الوصول إلى هذه الانفراجة السياسية، مؤكّدًا أن “السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بالتعاون الصادق بين الجميع”.
كما كشف عن اتصال هاتفي جمعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأشاد بما وصفه “بالعمل الرائع الذي يقوم به من أجل بلاده والمنطقة”. وأشار إلى أن التنسيق مع المملكة العربية السعودية والدول الخليجية سيستمر خلال مرحلة إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد الفلسطيني.
وتأتي تصريحات ترامب في ظل ترحيب دولي واسع بإعلان وقف إطلاق النار، حيث عبّرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من المنظمات الإنسانية عن أملها في أن يكون هذا الاتفاق بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في غزة بعد سنوات طويلة من الحصار والصراع.
وبهذا الإعلان، تبدأ مرحلة جديدة عنوانها السلام والبناء، بعد حرب استمرت عامين وأدت إلى دمار واسع ومعاناة إنسانية كبيرة في القطاع. ويرى مراقبون أن نجاح الجهود السياسية في تثبيت وقف إطلاق النار سيعتمد على التزام الأطراف كافة بتنفيذ الاتفاق، وتوفير الدعم الدولي اللازم لإعادة إعمار غزة وإعادة الحياة إلى طبيعتها.