أنهت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الاثنين، ملف الرهائن الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا في قبضتها منذ أكثر من عقد، لتصبح هذه المرة الأولى منذ عام 2014 التي يخلو فيها قطاع غزة من أي رهائن إسرائيليين أحياء.
وأكدت مصادر رسمية أن الحركة سلمت، اليوم، 20 رهينة إسرائيليًا أحياء على دفعتين، في إطار المرحلة الأخيرة من تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، بانتظار استكمال تسليم 28 جثمانًا لرهائن قُتلوا خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة.
وكانت حماس تحتفظ منذ عام 2014 بأربعة إسرائيليين، هم الجنديان أرون شاؤول وهدار غولدن، اللذان أُسرا خلال حرب صيف 2014، إضافة إلى الإسرائيلي من أصل إثيوبي أفرا منغستو، وهشام السيد، وهو فلسطيني من النقب يحمل الجنسية الإسرائيلية.
وتعثرت لسنوات جهود التوصل إلى صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل بشأن هؤلاء المختطفين الأربعة، حتى نفذت الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هجومًا واسعًا على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، أسفر عن اختطاف 251 رهينة إسرائيليًا نُقلوا إلى داخل القطاع، ما أعاد ملف الأسرى إلى الواجهة.
وأشارت التقارير إلى أن الجندي أرون شاؤول قُتل خلال عملية اختطافه في عام 2014، واستعاد الجيش الإسرائيلي جثمانه في وقت لاحق عبر عملية خاصة داخل القطاع، فيما أفرجت حماس لاحقًا عن كل من أفرا منغستو وهشام السيد ضمن صفقة تبادل سابقة. أما جثمان الجندي هدار غولدن، فما يزال في حوزة الحركة، ومن المتوقع تسليمه خلال المرحلة المقبلة من الاتفاق.
وأوضحت المصادر أن الإفراج عن الرهائن الأحياء تم على ثلاث مراحل، بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وتبعتها صفقة ثانية مطلع يناير/كانون الثاني 2025 خلال فترة التهدئة، وصولًا إلى الصفقة الثالثة التي نُفذت اليوم، وجاءت ضمن إطار المبادرة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة والتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار.
ومع إتمام هذه المرحلة، تكون حركة حماس قد أغلقت أحد أكثر الملفات تعقيدًا في العلاقات الإسرائيلية – الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة، فيما لا تزال فرق البحث الإسرائيلية تعمل على تحديد مصير عدد من المفقودين الذين يُعتقد أنهم قُتلوا خلال العمليات العسكرية في القطاع.
ويُتوقع أن تستمر المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين عبر الوسطاء لاستكمال تسليم جثامين الرهائن المتبقية لدى الحركة، وسط مخاوف إسرائيلية من أن عملية تحديد هوية بعض المفقودين قد تستغرق وقتًا طويلًا بسبب طبيعة المعارك التي شهدها القطاع خلال الحرب الأخيرة.