غزة تايم

سقطت بغداد بيد هولاكو سنة 656 ه،وبذلك انتهت الدولة العباسية صواب خطأ

سقطت بغداد بيد هولاكو سنة 656 ه،وبذلك انتهت الدولة العباسية صواب خطأ
سقطت بغداد بيد هولاكو سنة 656 ه،وبذلك انتهت الدولة العباسية صواب خطأ

تداولت بعض المصادر التاريخية الحديثة والأخبار التعليمية عبارة تقول: “سقطت بغداد بيد هولاكو سنة 656 هـ، وبذلك انتهت الدولة العباسية”، مما أثار جدلًا بين المهتمين بالتاريخ الإسلامي. للتحقق من صحة هذا القول، نستعرض الأحداث التاريخية بدقة.

أوضح المؤرخون أن سقوط بغداد على يد هولاكو خان قائد المغول حدث فعليًا في 656 هـ الموافق 1258 م، وكان ذلك نهاية واحدة من أعظم المدن الإسلامية عاصمة للدولة العباسية، والتي تأسست في بغداد عام 132 هـ (750 م) على يد الخليفة المنصور.

سقطت بغداد بيد هولاكو سنة 656 ه،وبذلك انتهت الدولة العباسية (صواب)

يُعد هذا التاريخ صحيحًا جزئيًا، إذ أن بغداد سقطت فعلاً في عام 656 هـ بيد هولاكو، لكن من الضروري التوضيح أن هذا الحدث أدى إلى سقوط الخلافة العباسية في بغداد بشكل نهائي، بعد ما يقرب من خمسة قرون من الحكم العباسي، حيث تم قتل الخليفة المستعصم بالله ومعظم أفراد أسرته، وتدمير المدينة بشكل منهجي.

يؤكد المؤرخون أن سقوط بغداد لم يكن مجرد غزو عسكري، بل كان كارثة تاريخية وثقافية، حيث أحرقت المكتبات، ودُمرت المدارس والمساجد، وهُدِمَت المنشآت العمرانية، مما أدى إلى فقدان آلاف المخطوطات النادرة والمراجع العلمية التي كانت تحتضنها بغداد.

لكن من المهم تصحيح المعلومة المتداولة بين العامة: سقوط بغداد لا يعني نهاية الدولة العباسية بالكامل على مستوى الرمزي والسياسي، إذ استمرت الخلافة العباسية رمزيًا في القاهرة تحت حماية المماليك، حيث تولى خلفاء العباسيون هناك أدوارًا دينية ورمزية حتى العصور اللاحقة.

وعليه، الجملة القائلة بأن “سقطت بغداد بيد هولاكو سنة 656 هـ، وبذلك انتهت الدولة العباسية” هي صواب جزئي: سقوط بغداد صحيح، لكنه أدى إلى نهاية الحكم العباسي في العراق، بينما استمرت الخلافة بشكل رمزي في مصر.

ويعتبر هذا الحدث درسًا تاريخيًا مهمًا في دراسة تاريخ الدولة العباسية والمغول، حيث يبرز مدى قوة التغيرات السياسية والعسكرية وأثرها على الحضارات والثقافات. كما يؤكد على أهمية التحقق من المعلومات التاريخية قبل تداولها في الكتب والمواقع الإلكترونية أو الشبكات الاجتماعية.

وبهذا الصدد، يشدد الخبراء على ضرورة الرجوع إلى المصادر التاريخية الموثوقة مثل كتب المؤرخين العرب القدامى كابن كثير والطبري، وكذلك المصادر الحديثة التي درست سقوط بغداد، لضمان دقة المعلومات ونقل التاريخ بشكل صحيح للجيل الجديد.

Exit mobile version