يُعد فيلم Inglourious Basterds تليجرام، الذي أُنتج عام 2009، واحدًا من أبرز أفلام المخرج الأمريكي الشهير كوينتن تارانتينو، حيث جمع بين الدراما الحربية والخيال التاريخي بأسلوب جريء ومميز. الفيلم من بطولة براد بيت، كريستوف فالتز، ديان كروغر، وإيلي روث، وقد حصد إشادة نقدية واسعة وحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر العالمي.
قصة فيلم Inglourious Basterds
تدور أحداث الفيلم في حقبة الحرب العالمية الثانية، حيث يُشكّل مجموعة من الجنود اليهود-الأمريكيين بقيادة الملازم “ألدو رين” (براد بيت) وحدة خاصة تُعرف باسم “الباستردز”، مهمتها اصطياد جنود وضباط النازية ونشر الرعب في صفوفهم من خلال أساليب قاسية.
بالتوازي مع هذه الأحداث، تسعى شابة يهودية تُدعى “شوشانا” للانتقام بعد مقتل عائلتها على يد الضابط النازي “هانز لاندا” (كريستوف فالتز). تتقاطع خطوط القصة في باريس عندما يُقام عرض دعائي لأحد أفلام النظام النازي، وهناك تُحاك خطة مزدوجة لاغتيال كبار قادة الرايخ الثالث.
نال الفيلم إشادة واسعة على مستوى الأداء التمثيلي، خصوصًا كريستوف فالتز الذي جسّد شخصية “هانز لاندا” باقتدار لدرجة أنه حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عام 2010. شخصية لاندا اعتُبرت واحدة من أكثر الأدوار الشريرة إقناعًا وذكاءً في تاريخ السينما. أما براد بيت فقدّم شخصية ساخرة ومليئة بالكاريزما، مما أضاف للفيلم جانبًا كوميديًا أسود.
الفيلم يعكس بصمة تارانتينو المميزة في المزج بين الحوار الطويل المشحون بالتوتر، والانتقالات المفاجئة إلى العنف الدموي، مع توظيف بارع للموسيقى. كما أنه لم يلتزم بالحقائق التاريخية بشكل صارم، بل أعاد صياغة الأحداث بمنظور بديل يفتح باب النقاش حول “الانتقام والعدالة”.
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي 2009، وحظي بردود فعل قوية. حقق إيرادات تجاوزت 321 مليون دولار عالميًا، مقابل ميزانية بلغت حوالي 70 مليون دولار. وحصد 8 ترشيحات لجوائز الأوسكار، من بينها: أفضل فيلم، أفضل إخراج، أفضل سيناريو أصلي، وأفضل ممثل مساعد، ليُكرّس نفسه كأحد أهم أفلام العقد الأول من الألفية الجديدة.
أصبح Inglourious Basterds أكثر من مجرد فيلم حرب؛ فهو يعكس رؤية تارانتينو الفنية التي تمزج بين التاريخ والخيال الأسود، ليُقدّم عملاً يتحدى السرديات التقليدية عن الحرب العالمية الثانية. ولا يزال الفيلم يحظى بمكانة قوية في السينما العالمية، سواء من حيث الإخراج أو التمثيل أو السيناريو الفريد.