أكدت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الأربعاء، أن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوزت 65 ألف شهيد، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي اجتياحه لمدينة غزة وسط تصعيد واسع للقصف الجوي والبري.
وأفادت المصادر، في تصريحات لموقع “غزة تايم”، بأن العدد الدقيق للشهداء بلغ حتى الآن 65 ألفًا و75 شهيدًا، غالبيتهم من المدنيين، بينهم آلاف الأطفال والنساء. وتشير التقديرات إلى أن الحصيلة مرشحة للارتفاع، خاصة مع استمرار القصف العنيف الذي يطاول الأحياء الشمالية والجنوبية من مدينة غزة.
وخلال الساعات الماضية، أدت الغارات الإسرائيلية المكثفة إلى استشهاد 108 فلسطينيين إضافيين، معظمهم في مدينة غزة، التي تشهد عملية عسكرية برية واسعة النطاق. وتؤكد مصادر محلية أن القصف لا يقتصر على مناطق القتال بل يطال أحياء سكنية مكتظة، مما يفاقم حجم المأساة الإنسانية.
وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن عدد الجرحى جراء الغارات والقصف المستمر تجاوز 165 ألف مصاب، بعضهم في حالة حرجة ويحتاجون إلى علاج فوري، بينما يعاني آخرون من إعاقات دائمة بسبب نقص الرعاية الطبية.
كما تشير تقديرات حقوقية إلى أن الأعداد الحقيقية للشهداء قد تكون أكبر بكثير، إذ لا يزال أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين، يُعتقد أن غالبيتهم تحت أنقاض المباني المدمرة أو في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب القصف المتواصل.
وفي موازاة الخسائر البشرية، يشهد القطاع الصحي في غزة انهيارًا شبه كامل نتيجة استهداف متكرر للمرافق الطبية. فقد دُمر مستشفى الشفاء، أكبر مشفى في القطاع، كما خرجت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة بسبب نقص الوقود والدواء والتجهيزات. ووصفت وزارة الصحة الوضع الطبي في غزة بأنه “كارثي وغير مسبوق”، محذّرة من أن استمرار الحصار والقصف سيؤدي إلى مزيد من الوفيات، ليس فقط نتيجة الغارات، بل أيضًا بسبب غياب الرعاية الصحية الأساسية.
ويرى مراقبون أن هذه الأرقام الكبيرة من الشهداء والجرحى تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها قطاع غزة، وسط صمت دولي وعجز المنظمات الأممية عن وقف النزيف. وتبقى الحصيلة قابلة للارتفاع مع استمرار الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في وقف الحرب وإنقاذ المدنيين.