أثار كتاب “لماذا يحب الرجال العاهرات؟” (Why Men Love Bitches) للكاتبة الأمريكية شيري أرجوف، منذ صدوره لأول مرة عام 2002، جدلًا واسعًا في الأوساط الاجتماعية والإعلامية، نظرًا لعنوانه الصادم ومحتواه غير التقليدي في تناول العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة.
ورغم ما يحمله العنوان من صدمة لفظية، فإن الكاتبة لا تقصد بكلمة “العاهرات” المعناها السلبي، بل تشير بها إلى المرأة القوية، المستقلة، والواثقة بنفسها، في مقابل الصورة التقليدية للمرأة “اللطيفة والمطيعة” التي تُقدّم نفسها بشكل مبالغ فيه لإرضاء شريكها.
رسالة الكتاب
تركّز أرجوف في كتابها على فكرة أن الرجل ينجذب أكثر إلى المرأة التي تحافظ على استقلاليتها، وتضع حدودًا واضحة في العلاقة، بدلًا من تلك التي تتنازل عن شخصيتها ووقتها لإرضائه بشكل دائم. وتوضح أن القوة والثقة بالنفس هما سر الجاذبية الحقيقية للمرأة، لا الخضوع أو التضحية المطلقة.
يتضمن الكتاب مجموعة من القواعد والتجارب الواقعية التي تكشف كيف يمكن للمرأة أن تحافظ على احترام الرجل وتقديره لها. ومن بين هذه الأفكار:
لا تمنحي أكثر مما تأخذين: العلاقة الصحية تقوم على التوازن، وليس على التضحية المستمرة من طرف واحد.
القوة تجذب الاحترام: الرجل يحترم المرأة التي تعرف قيمتها، وترفض أن تكون “مساحة مريحة” للتمادي أو الاستغلال.
الاستقلالية سر الجاذبية: المرأة التي تملك حياتها الخاصة، وأهدافها المهنية والاجتماعية، أكثر إثارة لاهتمام الرجل من تلك التي تتمحور حياتها حوله فقط.
اللطف المفرط يفقد الجاذبية: الإفراط في العطاء والمرونة قد يجعل المرأة تبدو ضعيفة، بينما الحزم يزيد من قيمتها في نظر الرجل.
حقق “لماذا يحب الرجال العاهرات؟” مبيعات ضخمة، وتُرجم إلى عدة لغات، وأصبح مرجعًا شائعًا في مجال كتب التنمية الذاتية والعلاقات. كما انتشرت مقاطعه وأفكاره على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وجد فيه كثيرون مزيجًا من النصائح العملية والإلهام لتعزيز الثقة بالنفس.
ورغم نجاحه الكبير، لم يسلم الكتاب من الانتقادات. فقد اعتبره البعض مبنيًا على تعميمات لا تنطبق على جميع الرجال أو العلاقات، فيما رأت فئة أخرى أن العنوان يحمل إيحاءات غير لائقة قد تُسيء إلى النساء. مع ذلك، يرى مؤيدو أرجوف أن هدفها كان كسر الصورة النمطية، وتحفيز النساء على إعادة التفكير في دورهن داخل العلاقات العاطفية.
انتشر الكتاب أيضًا في العالم العربي، وأثار فضول القرّاء بسبب عنوانه اللافت. ورغم تحفظات بعض المجتمعات على المصطلح المستخدم، إلا أن الأفكار الجوهرية حول قوة المرأة واستقلالها لاقت صدى واسعًا بين القارئات، خصوصًا المهتمات بتنمية الذات.