يُعد مسلسل Desperate Housewives واحدًا من أبرز الإنتاجات الدرامية الأمريكية في العقد الأول من الألفية الجديدة، إذ جمع بين الغموض والكوميديا السوداء والدراما الاجتماعية بطريقة مبتكرة، ليحصد شهرة واسعة ويحقق نسب مشاهدة قياسية على مدى ثمانية مواسم متتالية.
انطلق عرض المسلسل عام 2004 عبر شبكة ABC الأمريكية، واستمر حتى عام 2012، مقدمًا 180 حلقة ضمن 8 مواسم، ليصبح أحد أطول المسلسلات الدرامية وأكثرها تأثيرًا. العمل من تأليف مارك تشيري الذي استطاع أن يصنع عالمًا خياليًا يفضح التناقضات بين المظاهر الاجتماعية المثالية والحقائق المظلمة التي تخفيها الأسر.
القصة وأحداث المسلسل
تدور الأحداث في ضاحية خيالية تُسمى Wisteria Lane، حيث تعيش أربع جارات تربطهن علاقة صداقة، لكن حياتهن لا تخلو من الأسرار والصراعات. تبدأ القصة بانتحار ماري أليس يونغ، التي تستمر في السرد بعد موتها لتكشف أسرار الجيران وتسلّط الضوء على حياتهم المليئة بالمفاجآت.
سوزان ماير (تيري هاتشر): الأم المطلقة الباحثة عن الاستقرار والحب.
لينيت سكافو (فيليسيتي هوفمان): أم مثابرة تحاول التوفيق بين حياتها العملية وأطفالها الأربعة.
بري فان دي كامب (مارسيا كروس): امرأة مثالية في المظاهر لكنها تعيش مشاكل عائلية عميقة.
غابرييل سوليس (إيفا لونغوريا): عارضة أزياء سابقة تسعى وراء الرفاهية وتدخل في علاقات مثيرة للجدل.
إيدي بريت (نيكوليت شيريدان): الجارة المثيرة للجدل، التي لا تخلو حياتها من الأزمات والمواجهات مع الأخريات.
اعتمدت حبكة المسلسل على تقديم لغز رئيسي في كل موسم، يتم كشفه تدريجيًا من خلال الأحداث، وهو ما أبقى المشاهدين في حالة ترقب دائم.
ما ميّز “Desperate Housewives” هو مزيجه الفريد بين الدراما الأسرية والكوميديا السوداء والغموض. فقد تناول قضايا اجتماعية مثل الخيانة، الطموح، ضغوط الأمومة، والحياة الزوجية، بأسلوب يجمع بين الإثارة والجرأة. هذا المزيج جعله مختلفًا عن أي عمل درامي تقليدي في تلك الفترة.
الجوائز والنجاحات
حقق المسلسل نجاحًا عالميًا، حيث كان ضمن قائمة أكثر المسلسلات مشاهدة في العالم خلال سنوات عرضه الأولى. وحصد العديد من الجوائز، أبرزها جائزة غولدن غلوب لأفضل مسلسل كوميدي أو موسيقي عام 2005، إضافة إلى جوائز فردية للبطلات الرئيسيات عن أدائهن المتميز.
ترك “Desperate Housewives” بصمته على الدراما التلفزيونية، إذ فتح الباب أمام أعمال أخرى حاولت استنساخ مزجه بين الغموض والحياة اليومية. كما ساهم في إبراز قضايا المرأة بشكل غير تقليدي، كاشفًا عن التناقض بين الصورة المثالية التي تحاول المجتمعات المحافظة عليها، والواقع المعقد الذي يعيشه الأفراد.
بعد مرور أكثر من عقد على نهايته، ما زال مسلسل Desperate Housewives يُعتبر أيقونة في تاريخ التلفزيون الأمريكي، ليس فقط لأنه قدم ترفيهًا ممتعًا، بل لأنه عكس صورة ساخرة وواقعية عن العلاقات الإنسانية، وأثبت أن وراء كل باب مغلق قصة لم تُروَ بعد.