حقق فيلم “The Boy Who Harnessed the Wind” نجاحًا كبيرًا منذ إطلاقه على منصة نتفليكس، ليصبح مصدر إلهام لملايين المشاهدين حول العالم. الفيلم مستوحى من قصة حقيقية للشاب الماليزي ويليام كامكومبا، الذي تحدى الفقر والجفاف في قريته ليجد حلولًا مبتكرة لمشكلات الطاقة والمياه.
تدور أحداث الفيلم في قرية فقراء في مالاوي خلال فترة مجاعة نتيجة فشل المحاصيل الزراعية. يواجه الشاب ويليام صعوبات اقتصادية وعائلية، إضافة إلى مقاومة المجتمع المحلي لفكرة استخدام العلم والتكنولوجيا لحل المشكلات التقليدية. ومع ذلك، لم تمنعه هذه التحديات من متابعة شغفه بالعلوم، حيث كان يقضي وقته في مكتبة المدرسة يدرس الكتب العلمية القديمة التي ساعدته لاحقًا على بناء توربين هوائي لتوليد الكهرباء لري الأرض الزراعية.
الفيلم من إخراج تشينجيزي كوامبا، الممثل الأصلي للبطولة والمستوحى من حياته، ويتميز بأسلوب سردي يمزج بين الواقعية الدرامية والعاطفة الإنسانية. الأداء التمثيلي لويليام كامكومبا الصغير، الذي جسده الممثل الشاب ماكسويل سيمبا، لاقى إشادة واسعة لقدرته على نقل مشاعر الأمل والتحدي أمام المصاعب.
كما سلط الفيلم الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تعانيها القرى الأفريقية، مثل الفقر المدقع، نقص الموارد التعليمية، والتحديات المناخية التي تهدد حياة السكان. في الوقت نفسه، أبرز أهمية التعليم والابتكار في تغيير الواقع، مؤكدًا أن الإرادة الفردية يمكن أن تحدث فارقًا حتى في أصعب الظروف.
تلقت نتفليكس إشادات كبيرة على اختيارها إنتاج هذا الفيلم، الذي يربط بين الترفيه والقيم التعليمية، ويمنح المشاهدين درسًا في المثابرة والإبداع. كما حصد الفيلم عدة جوائز وعروض في مهرجانات سينمائية دولية، أبرزها مهرجان تورونتو السينمائي، حيث أشاد النقاد بالرسالة الإنسانية للفيلم وبقدرته على تحفيز الشباب حول العالم.
بالإضافة إلى الجانب الفني، ساهم الفيلم في نشر قصة ويليام كامكومبا على نطاق عالمي، مما جذب الانتباه إلى أهمية دعم المشاريع الصغيرة والمبتكرة في القرى الفقيرة. كما أصبح مصدر إلهام للطلاب والباحثين الشباب، وشجع على إطلاق مبادرات مشابهة لتوليد الطاقة المستدامة في مناطق نائية.
في الختام، يمثل فيلم “The Boy Who Harnessed the Wind” أكثر من مجرد عمل سينمائي؛ إنه شهادة على قدرة الإنسان على التكيف والإبداع أمام التحديات، ورسالة أمل تؤكد أن العلم والمعرفة يمكن أن يكونا أدوات حقيقية للتغيير الاجتماعي والاقتصادي، مهما كانت الظروف صعبة.