أظهرت نتائج مبكرة لتجارب سريرية أن دواءً تجريبيًا جديدًا، يحمل الرمز PP405، قد يحقق تقدمًا كبيرًا في علاج الصلع، إذ حفّز نمو الشعر بشكل ملحوظ لدى رجال ونساء يعانون تساقط الشعر في مقدمة وأعلى الرأس، وذلك خلال فترة قصيرة لا تتجاوز ثمانية أسابيع.
في تجربة المرحلة 2a، استخدم المشاركون جِلًّا يحتوي على الدواء مرة يوميًا، وظهرت مؤشرات نمو الشعر بحلول الأسبوع الثامن. وأفادت النتائج أن 31% من المستخدمين شهدوا زيادة في كثافة الشعر بنسبة تفوق 20%، مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي التي لم تُظهر أي تحسن.
ولم تُسجل أي آثار جانبية تُذكر، كما لم يُكتشف الدواء في الدم، ما يشير إلى أنه لا يؤثر على أعضاء الجسم الأخرى. ويُعد هذا إنجازًا مهمًا، خصوصًا أن العلاجات الحالية مثل فيناسترايد ومينوكسيديل تحتاج نحو ستة أشهر لإظهار النتائج، وغالبًا ما ينتج عنها شعر أرق، إضافة إلى مخاطر صحية كضعف الانتصاب ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
الدكتورة تشينغ يو كريستينا وينغ، المشرفة على التجارب، قالت: “لقد فاجأتنا النتائج، إذ ظهر شعر طبيعي وكثيف بعد أربعة أسابيع فقط، وليس مجرد زغب ناعم”، موضحة أن الدواء يعمل عبر تنشيط إنزيم لاكتات ديهيدروجينيز الذي يحفز بصيلات الشعر الخاملة على العودة للنشاط.
الدواء حصل على موافقة للانتقال إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الحاسمة، ومن المتوقع – في حال نجاحه – أن يتوفر في الأسواق الأمريكية بين عامي 2027 و2028.
ويؤكد خبراء، مثل الدكتور غاري لينكوف، أن معظم بصيلات الشعر ليست ميتة بل خاملة، وأن إعادة تنشيطها وتحفيز الخلايا الجذعية قد يتيح استعادة الشعر حتى في مناطق الصلع الدائم. أما الدكتور آراش مستغيمي، من المجلس الاستشاري لشركة Pelage المصنعة للدواء، فيرى أن PP405 قد يغيّر قواعد اللعبة في علاج تساقط الشعر، بفضل نتائجه السريعة والآمنة.