خبراء إسرائيليون: نتنياهو يدرك استحالة استسلام حماس ويسعى لتمديد بقائه وتأجيل الانتخابات
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك تماماً استحالة استسلام حركة حماس. لذلك، يسعى جاهداً لتمديد فترة بقائه في السلطة وتأجيل إجراء الانتخابات، ما يعكس أزمة سياسية عميقة داخل إسرائيل. في هذا السياق، نقدم من غزة تايم تحليلاً مفصلاً حول أسباب هذا التوجه، والآثار المحتملة على المشهد السياسي والأمني في المنطقة.
مقدمة احترافية
بنيامين نتنياهو، الذي يقود حكومة إسرائيلية تواجه أعتى التحديات الأمنية والسياسية، راكم خبرة سياسية تجعله يدرك أن إنهاء الحرب على غزة. بالقضاء الكامل على حماس أمر بعيد المنال. بالإضافة إلى ذلك، تدفعه موازين القوى الداخلية إلى اتخاذ إجراءات تحمي مستقبله السياسي. وتفسر رفضه المعلن لأي هدنة تستسلم لشروط حماس. هذا المزيج بين واقع ميدان المعركة وتعقيدات السياسة الداخلية يضع نتنياهو في مفترق طرق، حيث يبدو أن استمراره في السلطة مرتبط بشكل وثيق بالحرب المستمرة.
فهم خلفيات رفض الاستسلام وتضييق الخناق على حماس
رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤكد أن استسلام حماس لن يتحقق، ويرى أن قبول شروطها يمثل هزيمة كبرى لإسرائيل تهدد أمنها. لذلك، أمر نتنياهو الجيش بزيادة الضغوط العسكرية على قطاع غزة، معتبراً أن استمرار القتال حتى تحقيق النصر الكامل خيار لا مناص منه. بعبارة أخرى، يؤمن نتنياهو بأن أي تنازل قد يؤدي إلى خسائر إستراتيجية وسياسية فادحة.
- رفض حماس لمقترحات الهدنة والإفراج عن نصف المختطفين كان سبباً أساسياً لتشديد الموقف الإسرائيلي.
- التطورات الميدانية تشير إلى تمسك حماس بطرح شروطها، مما يصعب التوصل إلى اتفاق سريع.
- هذا التصعيد العسكري يصاحبه خطاب سياسي يهدف إلى تحشيد الرأي العام الإسرائيلي والدولي لدعم استمرار الحرب.
دفع نتنياهو نحو تأجيل الانتخابات: الأسباب والدوافع
على الصعيد السياسي، يرى خبراء إسرائيليون أن نتنياهو يسعى بوضوح إلى تأجيل الانتخابات المرتقبة في إسرائيل. لذلك، فإنه يستغل حالة الحرب المستمرة لتبرير تمديد فترة حكمه. من ناحية أخرى، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع شعبية نتنياهو في حال إجراء انتخابات مبكرة الآن.
العوامل المحركة لتأجيل الانتخابات
- المخاوف من خسارة الانتخابات: نتيجة لذلك، يؤكد نتنياهو أنه لا يريد أن يؤدي إنهاء الحرب إلى فتح تحقيق شامل في إخفاقات أكتوبر 2024 أو تحرير الرهائن قبل أن يكون في موقع قوة.
- التحالفات السياسية الهشة: بعبارة أخرى، يواجه نتنياهو ضغوطاً من داخل تحالفه الحكومي، حيث يهدد بعض الوزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير بالانسحاب حال توقيع اتفاقية تهدئة.
- الخطاب الشعبوي: علاوة على ذلك، يعتمد على خطابات تؤكد على ضرورة استمرار القتال ضد “الإرهاب” مع رفض استسلام إسرائيل لشروط حماس.
تأثيرات الحرب على السياسة الإسرائيلية والاستقرار الداخلي
الحرب المستمرة في غزة لا تؤثر فقط على شكل السياسة الخارجية الإسرائيلية، بل هي أيضاً تشكّل ضغطاً بالغاً على المشهد الداخلي من خلال تعميق الانقسامات السياسية والاجتماعية.
- أولاً، بعض الفصائل داخل إسرائيل تطالب بوقف الحرب فوراً لحماية المدنيين ولمصلحة استقرار الدولة.
- ثانياً، عائلات الرهائن الإسرائيليين تضغط من أجل صفقة تبادل أسرى تترافق مع وقف إطلاق النار.
- ولكن، بالمقابل، هناك قوى سياسية متشددة ترى أن الحل الوحيد هو تدمير قدرة حماس العسكرية بالكامل.
=رؤى إسرائيلية حول المرحلة المقبلة وخيار نتنياهو
نتنياهو يتحدث بوضوح عن ضرورة “إبقاء الضغط العسكري العالي على حماس حتى تحقيق النصر الكامل”، مع رفض أي شروط قد تبدو كاستسلام. بالتالي، يظل خيار استمرارية الحرب والضغط العسكري في مقدمة الخطط الحكومية.
- من ناحية أخرى، تشير تسريبات إعلامية إلى وجود تفاوضات سرية حول صفقة تبادل محتملة ولكن بشروط إسرائيلية صارمة.
- علاوة على ذلك، يدعو نتنياهو إلى “نزع سلاح حماس” بشكل كامل، وربط ذلك بخطة أوسع تشمل فرض سيطرة أمنية شاملة على غزة، كما صرح مؤخراً.
أساليب نتنياهو السياسية لتثبيت نفسه في الحكم
نتنياهو يستخدم عدة أوراق سياسية لاستمرار حكمه خلال فترة الصراع. لذلك، لا يفوت فرص استثمار الدعم الشعبي المتنامي في ظل حالة الطوارئ.
- تعزيز الخطاب الوطني الحاد ضد “الإرهاب” والإشادة بدور الجيش الإسرائيلي في الحرب.
- توظيف مخاوف أمنية لتعليق النقاشات الداخلية حول فشله السياسي.
- محاولة كسر المعارضة الداخلية عبر تحالفات سياسية مع أحزاب يمينية متشددة.
خاتمة وتحليل استراتيجي
باختصار، خبراء إسرائيليون يتضح أن نتنياهو يدرك مسبقاً أن استسلام حماس أمر غير واقعي، لذلك يستغل الأزمة الأمنية والسياسية لتمديد مدة بقائه في الحكم وتأجيل الانتخابات التي قد تكلفه منصبه. هذا الموقف يشير إلى أن الحرب على غزة قد تستمر لفترة أطول مما يتوقع البعض، مع انعكاسات كبيرة على الساحة الإقليمية والدولية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا المشهد يعكس أزمات داخلية إسرائيلية عميقة، حيث تتقاطع سياسات نتنياهو الأمنية مع استراتيجياته السياسية للحفاظ على سلطته وسط ظروف بالغة التعقيد. بالتأكيد، فإن التطورات القادمة ستكون محورية لشكل إسرائيل المستقبلية وللمنطقة بأسرها.