وفاة الدكتور رفعت العوضي.. رائد الاقتصاد الإسلامي والإعجاز العلمي
في صباح حزين اهتز له العالم العربي والإسلامي . نُعي الدكتور رفعت العوضي، أحد أبرز رواد الاقتصاد الإسلامي والإعجاز العلمي . فقد غيّبه الموت بعد مسيرة علمية وفكرية حافلة بالعطاء والإنجازات . مثّل الدكتور العوضي علامة فارقة في مسار الدراسات الاقتصادية الإسلامية . وكان من الأوائل الذين دافعوا عن فكر اقتصادي بديل يستند إلى الشريعة الإسلامية . لذلك نقدم لكم من غزة تايم ما أسهمه بجهد فكري دقيق في إثبات جوانب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية . لذلك، مثّل رحيله خسارة كبرى للباحثين والدارسين في العالم العربي والإسلامي .
من هو الدكتور رفعت العوضي؟.. سيرة مفكر عابر للأزمنة
ولد الدكتور رفعت السيد العوضي في مصر، وتخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة . ثم نال درجتي الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد . وبدأت مسيرته البحثية في وقت كانت فيه الدعوات إلى أسلمة المعرفة في بداياتها . لذلك، اختار منذ البداية أن يكون للفقه والاقتصاد الإسلامي حضور في أبحاثه الأكاديمية .
- رئيس قسم الاقتصاد الإسلامي بكلية التجارة – جامعة الأزهر.
- محرر مشارك في موسوعة الاقتصاد الإسلامي.
- أشرف على رسائل ماجستير ودكتوراه متعددة.
- مؤلف عشرات الكتب والمقالات العلمية.
إسهاماته في الاقتصاد الإسلامي رؤية مبتكرة ترتكز على الشريعة
قبل كل شيء، يجب التأكيد أن الدكتور رفعت العوضي لم يكن باحثًا تقليديًا في الاقتصاد . بل مثّل صوتًا ناقدًا للمنظومة الرأسمالية الغربية التي تُهيمن على الاقتصاد العالمي . بعبارة أخرى، دعا العوضي إلى تبني نظام اقتصادي إسلامي بديل يقوم على مبادئ العدل والتكافل .
- أدخل أدوات مالية إسلامية مثل الصكوك والوقف الإنتاجي.
- كتب “مفاهيم في الاقتصاد الإسلامي”.
- قدّم رؤى نقدية للربا والنظام المصرفي الربوي.
- شارك في تطوير نماذج تمويل إسلامي حديثة.
في رحاب الإعجاز العلمي.. مقاربة عقلية وعقدية فريدة
في نفس السياق، برز الدكتور العوضي كذلك كأحد كبار الباحثين في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة . وكان يعتقد أن الإيمان والعلم لا يتعارضان، بل يتكاملان في خدمة العقيدة والفهم الصحيح للكون .
- بحث “الإعجاز الاقتصادي في القرآن الكريم”.
- دراسات في النظم التجارية والزراعية في السنة.
- أبحاث مقارنة بين العلم الحديث والنص القرآني.
مواقفه الفكرية.. بين الاعتدال والتمسك بالأصول
من ناحية أخرى، يُعد الدكتور رفعت العوضي من المدافعين عن الاعتدال في الفكر الإسلامي . لم يكن متشددًا أو منغلقًا، بل فتح باب الحوار مع المدارس الأخرى، شريطة ألا يُمسّ جوهر العقيدة الإسلامية . ومع ذلك، كان حازمًا في رفضه لتغريب الاقتصاد الإسلامي أو تفريغه من مضمونه العقدي .
أصداء الرحيل.. حزن عارم ورسائل نعي من كل الاتجاهات
في غضون ذلك، ضجّت وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي بنعي الدكتور رفعت العوضي . وتوالت رسائل الحزن من علماء، ومفكرين، ومؤسسات أكاديمية، وطلاب علم من مختلف الدول . نتيجة لذلك، يتجدد الحديث حول أهمية توثيق تراث المفكرين الإسلاميين وحفظ جهودهم من الضياع .
محطات مهمة في مسيرته.. أبرز محافل الفكر والتكريم
- جائزة الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد الإسلامي.
- درع تكريم من مجمع البحوث الإسلامية.
- عضوية شرف في جمعيات علمية دولية.
- مشارك دائم في مؤتمرات دولية مرموقة.
تراث لا يموت.. دعوة لحفظ فكره وإحياء منهجه
الأهم من ذلك كله، أن الدكتور رفعت العوضي ترك خلفه إرثًا فكريًا وعلميًا لا يُقدّر بثمن . ومن الواجب على المؤسسات الأكاديمية، والباحثين، وطلاب العلم أن يبادروا إلى نشر مؤلفاته .
- رقمنة كتبه وإتاحتها إلكترونيًا.
- تأسيس مركز دراسات يحمل اسمه.
- عقد ندوات سنوية لتخليد فكره.
خاتمة مؤثرة في رحيل كبار الاقتصاد الإسلامي تُضاء دروب الصغار
باختصار، فقد العالم الإسلامي عالمًا جليلاً قلّ نظيره . كان الدكتور رفعت العوضي مدرسة متكاملة في الفقه الاقتصادي والتجديد العلمي . لذلك، فإن نعيه لا يجب أن يكون مجرد وقفة حزن، بل دعوة لإعادة اكتشاف فكره وإحياء مسيرته . وفاته كانت خسارة للأمة، ولكن فكره سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة . نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يكتب علمه في ميزان حسناته .