غزة تايم

من تحت الأنقاض.. غزة تصرخ

من تحت الأنقاض.. غزة تصرخ
من تحت الأنقاض.. غزة تصرخ

من تحت الأنقاض.. غزة تصرخ

من تحت الأنقاض.. غزة تصرخ ، لا تزال أصوات الحياة تنبعث من تحت الأنقاض، بينما تُنتشل جثامين الشهداء وسط الركام. نداءات الاستغاثة لا تتوقف

أنت قلت

رايات الشهداء تملأ الشوارع.. والمآذن تنعى بصوت مرتجف

في كل زاوية من قطاع غزة، تتكرّر مشاهد الموت بوتيرة لا تُحتمل. يومًا بعد يوم، يشيّع الأهالي جنازات جماعية مروّعة. يخرج الشباب التوابيت من تحت الركام، ويضعونها على أكتافهم المرتجفة، بينما لم يجف بعد دم أقرانهم. في تلك اللحظات المفجعة، ترفع الوجوه أنظارها نحو السماء، وكأنها تطلب العدل من الغيب، أو من ضميرٍ عالمي بات في سبات عميق.

ومع مرور الأيام، تحوّلت الأحياء إلى مقابر مفتوحة، بينما أصبحت المخيمات محطات وداع لا تنتهي. وفي كل جنازة، يصدح صوت واحد، يعلو من بين الحشود:
“لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله.”

القصف لا يفرّق بين صغير وكبير.. والموت يسكن البيوت

في سياق هذا المشهد الدموي، لا تتوقف الغارات الجوية الإسرائيلية، بل تزداد شراسة. فمع كل طلعة، يوجّه الطيران صواريخه إلى قلب المناطق السكنية. تدمّر الطائرات البيوت على رؤوس ساكنيها، وتحوّل المدارس إلى أكوام حجارة، فيما تحترق المساجد بنيران الغدر.

وفي هذا الواقع المفجع، لا أحد ينجو. تمحو الغارات عائلاتٍ بأكملها من السجل المدني. في لحظة واحدة، تحتضن الأم ابنها شهيدًا، بينما يُحمَل الأب وأطفاله في نعشٍ واحد. أصبحت غزة تعيش مشهد موت جماعي موثّق بالصوت والصورة، بينما لا يتحرك أحد، وكأن العالم قد سدّ أذنيه وأغلق عينيه.

المستشفيات عاجزة.. والكوادر الطبية تصرخ: “لم نعد نستطيع”

من ناحية أخرى، يواجه الأطباء والطواقم الطبية تحديات غير مسبوقة. يعملون في ظروف تكاد تقترب من المستحيل. لا كهرباء في معظم المستشفيات، ولا أدوية كافية، ولا حتى أدوات جراحية أساسية. وفي ظل هذا النقص القاتل، تتضاعف أعداد الجرحى، وتزداد الإصابات بشكل يومي.

ولأن عدد الأسرة لم يعد كافيًا، يعالج بعض المصابين على الأرض، بينما يُجبر آخرون على العودة إلى بيوتهم المدمّرة لأن المكان لم يعد يتسع لهم. ومع كل حالة جديدة، يُجبر الأطباء على اتخاذ قرارات مؤلمة: من ينقذ؟ ومن يُترك؟ في كل غرفة طوارئ مأساة، وفي كل سرير قصة فاجعة تروى بلغة الدم.

صمت دولي قاتل.. والعالم يراقب بلا حراك

رغم اتساع المأساة، وارتفاع عدد الضحايا، يكتفي العالم ببيانات شجب روتينية لا تسمن ولا تغني من جوع. تصدر الدول الكبرى نداءات خجولة لوقف إطلاق النار، دون أي تحرك فعلي. لا لجان تحقيق دولية تُرسل، ولا عقوبات تُفرض، ولا خطوات حقيقية تُتخذ لوقف هذا النزيف.

وبينما يستمر العدوان، يواصل المجتمع الدولي صمته القاتل. بل على العكس، تمنح بعض العواصم الغطاء السياسي للاحتلال، لتستمر المذبحة وكأن غزة باتت خارج خريطة الإنسانية، أو كما لو كانت ضحاياها مجرد أرقام بلا وجوه.

الشارع الفلسطيني ينتفض: “لن نُمحى بصمت”

وفي المقابل، ورغم الحصار والخوف والدمار، يخرج أبناء غزة في تظاهرات غاضبة. يهتفون بوجه الاحتلال والموت معًا:
“دمنا مش رخيص.. لن نغادر، ولن ننكسر.”

بأصوات النساء، وصمود الأطفال، وثبات الشيوخ، وكرامة اللاجئين، ترسم غزة اليوم لوحة نضال لا نظير لها. هذه الأصوات، حين تتوحد، تشكّل ملحمة لا يمكن للعالم أن يتجاهلها، مهما طال الصمت، ومهما زاد التجاهل.

نداء أخير من تحت الأنقاض: أنقذوا غزة الآن

في خضم هذه الفاجعة، تطلق العائلات التي فقدت منازلها وأحبابها نداءً موجعًا:
“أوقفوا القصف، أدخلوا المساعدات، أعيدوا لنا الحد الأدنى من كرامة الحياة.”

أما المنظمات الإنسانية، فقد رفعت راياتها البيضاء، وناشدت العالم أن يتحرّك قبل فوات الأوان. تصرخ المؤسسات الطبية من قلب العجز: نُنهك، ننفد.. لا تتركونا وحدنا.”

خاتمة: غزة تنزف.. فهل من ضمير حيّ؟

إن غزة لا تطلب الشفقة، بل تطلب العدالة.  لا تحتاج إلى كلمات تضامن فارغة، بل تحتاج إلى إجراءات حقيقية توقف هذا الموت الجماعي.

في الحقيقة، كل جنازة جماعية تمثل صفعة مدوّية على وجه العالم. كل شهيد هو صرخة حرية، ورسالة إلى من يظن أن الصوت الفلسطيني يمكن إسكاته.
في استمرار الصمت، فإن الدم لا يصمت، ويحفظ الناس الحق، ويصون الأحرار الحرية ولا يسمحون بهزيمتها

تابعونا في غزة تايم – لأننا نقول الحقيقة ولو تحت القصف.

Exit mobile version