مشاهدة الفيلم الهندي حياة الماعز السعودي Aadujeevitham مترجم كامل alooytv المعروض على منصة “نتفليكس”. ويحكي “القصة الحقيقية” لعامل هندي يدعى “نجيب” وصل إلى السعودية في بداية التسعينيات. ليجد نفسه تحت رحمة “كفيل” وهمي قاده إلى الصحراء. وذلك في رحلة عبودية وظروف معيشية غير إنسانية استمرت لمدة 3 سنوات قبل أن يتمكن من الفرار.
بهذه العبارة الافتتاحية حاول صناع الفيلم والقائمون عليه تجنب ما حدث بالفعل. ويبدو أنه كان متوقعاً، من ضجة كبيرة وانزعاج بين الجمهور الخليجي عموماً، والجمهور السعودي خصوصاً. بعد أن شكّل العمل السينمائي منطلقاً لمهاجمة نظام الكفالة المعمول به في السعودية للعمال الأجانب. وما يسمح به من انتهاكات تمس حقوق العامل وحقوق الإنسان الأساسية. والتي كانت موضع انتقاد وتصحيح من قبل المنظمات الإنسانية الدولية وهيئات حقوق الإنسان على مدى العقود الماضية.
الفيلم الهندي حياة الماعز السعودي
“حياة الماعز” باللغة الإنجليزية، و”أدوجيفيتام” باللغة المالايالامية، التي يتحدث بها سكان ولاية كيرلا في الهند. حيث ينحدر بطل القصة، هو اسم الفيلم، المأخوذ عن رواية للكاتب الهندي بنيامين. صدرت تحت عنوان “أيام الماعز” عام 2008 وتصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعاً آنذاك. يروي الفيلم قصة حقيقية حدثت عام 1991، عندما نجح الشاب الهندي “نجيب” بطل الفيلم في الحصول على فرصة عمل في السعودية كلفته 650 دولاراً. بعد أن باع كل ما يملك ليصل إلى المملكة. وتبددت كل آماله عندما خدعه رجل ادعى أنه كفيله لدى وصوله إلى المطار. واصطحبه إلى الصحراء واحتجزه هناك ليرعى الماعز والأغنام في ظروف قاسية وغير إنسانية لمدة 3 سنوات، قبل أن يفر هارباً. ويصور الفيلم على مدار 3 ساعات كيف أثر ما حدث لـ”نجيب” على حالته النفسية والعقلية والجسدية. وكيف حولته التجربة المريرة إلى شخص جديد مكسور ومعتدى عليه، عاجز حتى عن التعرف على نفسه في المرآة.
يجسد الفيلم مساوئ نظام الكفالة السعودي الذي كان معمولاً به. وكيف جعل العمال الأجانب، وخاصة الأكثر ضعفاً، تحت رحمة “الكفيل” الذي سمح له القانون بالتحكم في كل جوانب حياتهم، من المأكل والمشرب والمسكن، إلى حق التنقل والسفر والانتقال في العمل. وهو ما يمثل انتهاكاً متعدد الأوجه لأبسط حقوق الإنسان والعمال.
حقق الفيلم، الذي أخرجته الهندية بليسي إيبي توماس، نجاحاً كبيراً عند عرضه ونال استحسان النقاد. حيث تصدر قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة في العديد من دول العالم، وخاصة الدول العربية. وحصد 5 جوائز في الهند في مهرجان “النقاد المبدعين” للأفلام في جنوب الهند، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم، وجائزة أفضل ممثل رئيسي. وجائزة أفضل موسيقى، وجائزة أفضل هندسة صوتية، وجائزة أفضل مخرج.
حياة الماعز السعودي
ولم تثر الضجة الأكبر حوله حين عرض لأول مرة في مارس/آذار، ولا حين أتاح على نتفليكس في يوليو/تموز الماضي، لكن صدور ترجمته العربية في أغسطس/آب زاد من نسبة مشاهدته في الدول العربية، وأطلق ردود أفعال أوسع نطاقا، ما جعل الفيلم حديث وسائل التواصل الاجتماعي في الخليج العربي خلال الأيام القليلة الماضية.
بالإضافة إلى نظام الرعاية السعودي، أثار الفيلم انتقادات واسعة النطاق لما وصف بأنه إهانة للعرب عموما، ولشخصية الرجل البدوي السعودي الذي تم تصويره بأنه “جشع وقاس وبخيل ومخادع وقذر”، كما يصف “نجيب” كفيله الذي يلعب دوره الممثل العماني طالب البلوشي في أحد المشاهد بأنه رجل “لم يلمس الماء منذ سنوات، رجل كريه الرائحة يستحم في بوله وعرقه”. وهو ما وصف بأنه صورة نمطية مسيئة للبدو والعرب عموما، وجلب انتقادات للبلوشي نفسه وقبوله “الدور المسيء”.
وحملت مشاهد الفيلم الهندي، الذي صور بشكل رئيسي بين الأردن والجزائر والهند، واستغرق تصويره نحو 5 سنوات، بحسب النقاد، “النمطية المعتادة” للدول العربية وطبيعتها والمشاهد المتوقعة منها، وهو ما أثار دائما في السابق انتقادات لشركات الإنتاج السينمائي العالمية، وخاصة “هوليوود”، ما تسبب، بحسب النقاد، في وقوع الفيلم “في فخ التعميم والتحيز”.