يعتبر الكتابة في موضوع التلوث واسع وله الكثير من الطرق وخصوصا في قطاع غزة الذي يعج بقرابة مليونين ونصف المليون مواطن في بقعة جغرافية محاصرة صغيرة.
تركت الكثافة السكانية دون أي تطوير على حياة المواطنين الكثير من الآثار السلبية والتي يعتبر التلوث أحدها وأهمها.
ولا نكون مبالغين لو تحدثنا أن التلوث يعيش مع الانسان في قطاع غزة، بدءا من القمامة المنتشرة في كل شارع وحارة، مرورا في التلوث البصري والسمعي من حركة المرور السيئة وصولا إلى الحدث المتكرر والمتمثل في حرق النفايات وخصوصا في مكب جحر الديك شرق القطاع.
ورغم التحذيرات المتكررة من المخاطر الصحية لمثل هذه الأفعال على صحة الإنسان، إلا أنها تتكرر وباستمرار وهو ما يدفع بالتساؤل عن الحملات التوعوية التي يجب أن تصدر عن جهات حكومة وكذلك عن مؤسسات دولية ومحلية تعنى بالشأن.
ووفق مصدر طبي، فإن الكثير من حالات الأمراض الخطيرة وخصوصا السرطان يعد التلوث أحد مسبباتها الرئيسية.
وأكد المصدر على ضرورة الانتباه لكثير من القضايا التي تكون مسبب رئيسي للخطر الواقع على صحة الانسان وأهمها الطعام غير الصحي والتلوث.
ولعل القضية الأهم في التلوث هو عدم قدرة الدفاع المدني على التعامل مع الحدث في وقت عاجل بسبب قلة الإمكانيات التي تركها الحصار، وهو ما قد يترك النيران مشتعلة لعدة أيام، تبث السموم في أوساط المواطنين الذين زحفوا للسكن في المنطقة الشرقية بسبب الاكتظاظ السكاني.
وبجانب التلوث الذي يضرب المواطنين، نجد أن الأطفال الذين يجمعون القمامة في هذه الأماكن أمام مخاطر صحية كارثية، وهو ما يحتّم النظر في عمل هؤلاء الأطفال والبحث في الدوافع الحقيقية التي أجبرت أغلبيتهم على النبش في النفايات لتأمين قوت يوم أهاليهم.
وأخيرا، ندق ناقوس الخطر في مقالنا عن المخاطر الكارثية لقضية النفايات وطريقة تعامل المواطنين معها، وكذلك لحرق مكبات النفايات وما ينتج عنها من مواد مسرطنة، فهل تتخذ الجهات الحكومية بغزة حلولا عاجلة لهذه المشاكل؟
بقلم: عزيز الكحلوت