غزة تايم

24 ساعة حاسمة في مستقبل نتنياهو السياسي تحددها غزة

alt=

غزة تايم – تُعد الأربع والعشرون ساعة القادمة من أكثر الأوقات صعوبة في العلاقة المعقدة والمشتابكة بين غزة والدولة العبرية متمثلة  بحكومة نتنياهو كون مصير الاخير ومستقبله السياسي الذي سيتحدد في  الانتخابات الاسرائيلية والتى تبدأ بعد24 ساعة من الان قد أصبح فى يد المقاومة الفلسطينية فى غزة. 

فخروج صاروح ثالث كاللذين سبقاه على العمق الاسرائيلى فى تل البيت خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة والتى ستسبق فتح صناديق الاقتراع سيكون ببساطة بمثابة ضربة قاسمة لحظوظ نتنياهو ولليمين فى الفوز أمام تحالف أزرق أبيض؛ لأن ذلك سيظهر نتنياهو أمام الناخب الاسرائيلي بمظهر العاجز سياسيا وعسكريا مقابل غزه المنهكة؛ والتى لم تعد صالحة للحياة الآدمية بشهادة المؤسسات الدولية؛ وسيكون ذلك تأكيدا عمليا لفشل معادلة الردع التى تتمحور  حولها دعاية نتنياهو الانتخابية فيما يخص تعامله الأمني مع قطاع غزة؛ والتى بناها على إدعاء نجاحه فى إعادتها إلى نصابها عبر سياسة العصا والجزرة الغير مكلفة لإسرائيل؛ والتى تعتمد بالأساس على تخويف العدو من العواقب الوخيمة التى تترتب على تفعيل الترسانة العسكرية دون استخدامها؛ والتى تبدو مقنعة إلى حد كبير للناخب الاسرائيلي إذا ما رأى نتائجها تتحقق على الأرض؛ وهو ما سعى له نتنياهو خلال الأسابيع الأخيرة خلال المواجهات مع قطاع غزة وقد نجح من خلالها فى تثبيت هدوء نسبي مع القطاع؛ وهو بحاجة ماسة أن يستمر هذا الهدوء حتى نهاية اليوم الانتخابي فى التاسع من الشهر الجارى ليحافظ على حظوظه فى الانتخابات لإنقاذ مصيره السياسي؛ وهو الضامن الوحيد  لكي يكون بمقدوره مواجهة سيل التهم الموجهة له؛ ولكي لا يكون مصيره كمصير نظيره أيهود أولمرت وراء القضبان.

إن سيناريو هجوم صاروخى ثالث على العمق الاسرئيلى أو حتى عملية عسكرية من حدود القطاع خلال 24 ساعة القادمة هو بمثابة الكابوس الأسوأ الذى لا يتمنى أن يراه نتنياهو؛ فهو سيعنى عمليا إسدال الستار وإلى الأبد على المستقبل السياسي والحياتى لبنيامين نتنياهو؛ وهو ما سيؤدى إلى خلخلة كبرى فى الترتيبات الإقليمية والدولية فى المنطقة؛ والتى لعب نتنياهو فيها دور المايسترو بجدارة عبر شبكة من العلاقات والتفاهمات العلنية والسرية مع الادارة الامريكية ودول من الإقليم لتمهيد الأرض للتسوية الأمريكية والتى تعرف بصفقة القرن؛ والتى محورها إنهاء الصراع الفلسطينى الاسرائيلي بتصفية القضية الفلسطينية وإنشاء تحالف عربى إسرائيلى لمواجهة إيران؛ وتلك الأخيرة هي المعنية أكثر من غيرها فى أن يسقط نتنياهو لتأخير تنفيذ تلك الترتيبات قدر الامكان .

وفى المقابل فإن غزة تدرك إن أى تصعيد خلال الـ  24 ساعة القادمة سوف يكون مكلفا للغاية؛ وهذه الرسالة قد وصلت بوضوح لغزة ولفصائلها ولمن يحكمها ودون لبس من نتنياهو؛ والذي ما إنفك يكررها يوميا خوفا ورعبا من نتائج تصعيد من هذا القبيل؛ لكن وفى المقابل فإن  غزه لا تمتلك أى ضمانة فى أن لا يحدث ما يهدد به نتنياهو غزة بعد إجراء الانتخابات إذا ما فاز هو أو تحالف أزرق أبيض؛ وأن يتحول هذا التهديد إلى ورقة ابتزاز سياسي بيد رئيس وزراء متحرر من أى ضغوط انتخابية؛ ولديه ضوء أخضر أمريكى واقليمي فى التعامل مع غزه كيفما يشاء خاصة وأن كل تفاهمات الهدنة الشفوية  وحتى الإجراءات التنفيسية الإسرائيلية الأخيرة على تواضعها لا تحظى بأى ضمانات غير رغبة إسرائيل فى عدم التصعيد مع غزه الى حين مرور يوم الانتخابات

وبناء عليه فان الساعات الأربعة والعشرون القادمة ستكون من أصعب ساعات عمر نتنياهو السياسى؛ وفى المقابل فان نتائج ما سيحدث خلالها سيترتب عليها نتائج سياسية وعملية تحدد مستقبل قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة.

السلام لغزة التى لا تستحق إلا حياة آدمية آمنة .

بقلم – د. عبير عبد الرحمن ثابت – أستاذ علوم سياسية

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي “غزة تايم” وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

Exit mobile version