غزة تايم

مسيرات العودة.. لا نريد المزيد من المعاقين

-

كانت مسيرات العودة التي انطلقت في مارس من العام 2018 محطة لا يمكن نسيانها من سكان قطاع غزة الذين اعتادوا على المشاركة في احتجاجات غاضبة ضد جيش الاحتلال على امتداد الحدود الشرقية من قطاع غزة.

ومع نهاية مسيرات العودة قبل أكثر من عام، لم تأت بجديد على الصعيد السياسي والاجتماعي في قطاع غزة، لنعود مجددا إلى نقطة الصفر دون أي حلول للحصار المفروض على قطاع غزة.

وللأسف خلّفت مسيرات العودة التي تعكس عنجهية الاحتلال ولا أخلاقيته، جيلا من الشباب المعاق بسبب إطلاق النار على أقدام المشاركين والذين كان أغلبهم شباب في العشرينيات من أعمارهم.

كما وارتقى عشرات الشهداء خلال فترة مسيرات العودة والتي انتهت بتفاهمات تنص على تخفيف الحصار ولم يلتزم بها الاحتلال كالعادة.

ويبدو أن مسيرات العودة تعود للواجهة من جديد وإن كانت بحدة أقل خلال هذه الفترة، لنعيد تكرار الأحداث التي لم تُجدِ نفعا في وقت سابق.

ولاشك أن حالة التضامن ووحدة الساحات بين الفلسطينيين مطلوبة ولكن لابد من التفكير بطرق أكثر تأثيرا وأقل ضررا على صعيد الشباب الفلسطيني وإن كان الاحتلال لا يعرف رحمة ويواصل عمليات القتل والتهجير والتهويد.

ولذلك نستطيع القول إن أي محاولات لإعادة مسيرات العودة بنفس الآلية التي جرت خلال الأعوام الماضية تعني مزيدا من الشهداء والإصابات والمعاقين وهو ما سيكون تكلفته كبيرة على الشباب الفلسطيني وأهلنا الصابر في قطاع غزة.

لابد من التفكير في حالة التضامن بطرق أكثر فاعلية تتمثل في تنظيم الاعتصامات أمام المؤثرين مثل مقرات المؤسسات الأجنبية العاملة في قطاع غزة ومواصلة عملية تراكم القوة.

وفي الضفة لابد للفصائل الفلسطينية أن تشكّل لجنة موحدة في القرى والبلدات والمدن وتضع الخطط مع السلطة الوطنية الفلسطينية لمواجهة عصابات المستوطنين والاشتباك معهم وعدم ترك المنازل والمواطنين لقمة سائغة لهم.

وأخيرا نستطيع القول إن حالة الفراغ السياسي في غزة التي يمر بها الفلسطينيون سببا رئيسيا في التخبط باتخاذ القرار المناسب لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتغوّله، فهل نجد رشدنا أم نستمر في حالة الضياع؟

عزيز الكحلوت

Exit mobile version