يزداد الوضع الاقتصادي في قطاع غزة تدهورا يوما بعد الآخر، في وقت تظهر للعلن قصص وحكايات تدلل على عمق الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الغزيون.
وعلى مدار 17 عاما من الحصار المفروض على قطاع غزة وما تبعها من آثار الانقسام السياسي وعزل قطاع غزة عن العالم الخارجي، تزداد رقعة معاناة المواطنين يوما بعد يوم.
وباتت مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الصباحية للإذاعات الفلسطينية منبرا لحكايات الوجع من المواطنين الذين وصلت بهم المأساة لمستويات لم يتصورها عقل.
ولعل نسب الفقر التي تعدت 80% والبطالة التي فاقت الـ 70% بين الشباب، تؤكد عمق الأزمات التي يمر بها قطاع غزة.
وتكشّفت آلاف الأسر في قطاع غزة في وقت لا يسترها سوى بعض المساعدات الدولية التي تصل لقرابة 60% من سكان القطاع.
وبذلك نستطيع القول إن الحكايات التي تخرج من بين جدران المنازل هي جزء من آلاف الحكايات التي لا تزال تتسر في البيوت دون أن يصل صوتها.
وكتب صحفي يعمل بإحدى الإذاعات المحلية قصة عن سيدة من الأردن، تزوجها فلسطيني وجاء بها إلى قطاع غزة.
ووفق الصحفي فإن الزوجة تطلقت بعد 15 عاما، ولم يتعرف عليها زوجها بعدما أنجبت منه 3 بنات.
وتعيش المرأة وبناتها في “بيدروم” بإيجار متراكم منذ سنة ونصف تقريبا، دون كهرباء لعدة أشهر.
وخرجت المناشدة من الصحفي لأن هذه العائلة باتت مهددة بالطرد في الشارع لتراكم الإيجار.
ولعل حالة هذه الأسر هي إحدى الحالات المأساوية التي لا تكاد تخلو منطقة من مناطق قطاع غزة من قصص مثلها وربما أشد مرارة.
وبالتالي نجد أن 17 عاما من الحصار والانقسام السياسي على سكان قطاع غزة، تكفي، وبات من الواجب التحرك فورا لتشكيل جسم سياسي موحد يخرج بالقطاع إلى بقعة النور بعد كل هذه السنوات من الظُلمة.
ومع ذلك يتساءل الغزيون عن الوقت الذي سينتهي هذا الحصار وهذا الانقسام المُشين، رافعين شعارات كفى لهذه السنوات العجاف!
بقلم: عزيز الكحلوت