غزة تايم

كيف يرتبط الحمل بتغيرات جذرية في الدماغ؟

alt=
كيف يرتبط الحمل بتغيرات جذرية في الدماغ؟

يعتبر الحمل من أكبر التغييرات التي يمكن أن يمر بها الجسم، حيث أنه يؤثر على جميع الأعضاء. وعندما تبدأ عملية “التعشيش”، وهي عملية زرع البويضة المخصبة في بطانة الرحم، في الثلث الثالث من الحمل، يعيد الدماغ هيكلة نفسه لإعداد المرأة الحامل لرعاية المولود الجديد، وفقًا لأحدث الأبحاث.

ستعاني واحدة من كل خمس نساء من حالة صحية عقلية أثناء الحمل أو في العام التالي للولادة، ومن بين النساء المصابات بمرض عقلي في الفترة المحيطة بالولادة، 20% سيكون لديهن أفكار انتحارية أو إيذاء الذات، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

إن تجاهل مشاكل الصحة العقلية لا يهدد صحة المرأة ورفاهها فحسب، بل يهدد أيضًا النمو البدني والعاطفي للأطفال.

الحمل والتغيرات الجذرية في الدماغ

واستخدمت دراسة جديدة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لإظهار تغييرات جذرية في الدماغ أثناء الحمل. زاد الحمل من فقدان المادة الرمادية وأعاد تشكيل الشبكة العصبية المسؤولة عن شرود الذهن والشعور بالهوية. وتابع الباحثون 80 امرأة لم يكن حوامل في بداية الدراسة ولم يسبق لهن الإنجاب، وأثناء الدراسة حملت 40 امرأة.

تم فحص أدمغة جميع النساء في بداية الدراسة، وفي أوقات مختلفة بعد فترة وجيزة من الولادة وبعد عام واحد. وقال الباحثون: “تشير النتائج إلى أن هذه التغيرات العصبية قد تعزز الترابط بين الأم والطفل، وقد تلعب دورًا في تغيير الهوية الذي تشعر به كثير من النساء عندما يصبحن أمهات جدد”.

وأضافوا: “تضيف هذه التغييرات مزايا تكيفية لسلوك الحمل لدى الأم وتساعد في إقامة علاقة جديدة بين الأم والطفل”. ومع ذلك، لم يستطع الباحثون استبعاد احتمال أن تساهم عوامل أخرى – مثل التمارين والتغذية والجينات – في هذه التغييرات الدماغية، ودعوا إلى مزيد من الدراسات لفحص هذه العوامل.

أشرف على الدراسة باحثون من المركز الطبي الجامعي بأمستردام، ونشرت نتائجها مؤخرًا في مجلة Nature Communications.

الحمل والولادة والاكتئاب

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون خطر التعرض لأعراض اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) أعلى لدى النساء اللواتي يلدن نتيجة لحمل غير مقصود، وفقًا لدراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة Social Science & Medicine.

في حين أن النساء اللائي يحملن من خلال علاجات الخصوبة قد لا يتعرضن لخطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. وأشارت النتائج إلى أن الحمل المخطط قد يكون له أكبر تأثير على اكتئاب ما بعد الولادة من بين المتغيرات التي تم أخذها في الاعتبار في الدراسة.

أكد مؤلفو الدراسة أن السياسات الإنجابية الأمريكية التي تجعل الإجهاض أكثر صعوبة قد تؤدي إلى زيادة معدلات اكتئاب ما بعد الولادة.

وأشار الباحثون إلى أنه “على الرغم من أن تجربة الخضوع لعلاجات الخصوبة يمكن أن تكون مرهقة، بناءً على عينة غير إكلينيكية من النساء اللائي ولدن حديثًا في الولايات المتحدة، فإن نتائجنا تشير إلى أن النساء اللواتي حملن بعلاجات الخصوبة لم يكن أكبر. خطر اكتئاب ما بعد الولادة “.

Exit mobile version