غزة تايم

شيخ الحلاقين.. حكاية أكبر حلاق في قطاع غزة

alt=

غزة تايم – في أحد الأزقة الضيقة بمخيم “دير البلح”، وسط قطاع غزة، هناك كرسي حلاقة عتيق يشبه آلة زمن حقيقية فمن يجلس عليه ربما يعيش خلال دقائق تصفيف شعره أو تهذيب لحيته في تفاصيل أحداث وقعت قبل سبعين عاما.

صالون الحلاقة هذا الذي يزدحم بالزبائن يديره المسن الفلسطيني زكي أبو دغيم، أكبر حلاق ما زال يمارس مهنته في القطاع.

من الماضي
وبمجرد جلوس الزبون على كرسي الحلاقة يبدأ العجوز “أبو دغيم” سلسلة حكايات تنقل من يسمعها لميدان معركة بين الثوار والعصابات الصهيونية، أو إلى مشكلة عائلية معقدة وقعت قبل خمسين عاما، وربما إلى مكونات سرية لطبخة كانت جزءا من وليمة تاريخية أعدها مختار حارة بإحدى قرى فلسطين التاريخية.

يواكب شيخ الحلاقين جميع قصات الشعر العصرية (الجزيرة)

ويبدأ الحلاق -الذي أتم العقد الثامن من عمره- عمله مع شروق الشمس بالتوجه من منزله بمخيم “دير البلح” إلى صالونه القريب على متن دراجته الهوائية.

ويفتح العجوز صالونه ويساعده اثنان من أبنائه في أعمال التنظيف وتجهيز المعدات وغسل المناشف قبل أن يبدأ الزبائن بالتوافد.

وما زال صالون “أبو دغيم” يحتفظ بتفاصيله العتيقة فقد نجا من لمسات الديكورات الحديثة وتطورات تكنولوجيا القرن الـ 21، باستثناء ماكينة الحلاقة الكهربائية التي استبدل بها الماكينة اليدوية قبل ثلاثين عاما.

ويعمل الحلاق الغزي ثلاث ساعات يوميا في محله قبل أن يتركه لأبنائه ويتوجه على دراجته الهوائية برفقة معدات الحلاقة ومرآة صغيرة لمنازل زبائنه كبار السن الذين لا يستطيعون القدوم للصالون.

ولا ينتظر “أبو دغيم” اتصالا هاتفيا من زبائنه ليتوجه إلى منازلهم فغالبيتهم من أصدقاء طفولته وبينهم موعد حلاقة أسبوعي متفق عليه منذ سنوات.

يحتفظ صالون أبو دغيم القديم بتفاصيله العتيقة

ليست مجرد مهنة
حكاية الفلسطيني “أبو دغيم” مع الحلاقة بدأت حينما كان في الـ 13 من عمره، عندما طلب منه والده تعلم المهنة لبساطتها وعائدها المادي الجيد.

وأول صالون افتتحه “شيخ الحلاقين” كان بمخيم دير البلح قبل نحو ستين عاما، قبل أن ينتقل عام 1998 إلى السعودية في محاولة لتحسين دخله، وعمل هناك حلاقا لمدة خمس سنوات متواصلة عاد بعدها لبلاده.

ويقول للجزيرة نت “في بداية عملي كان صالون الحلاقة لا يخلو من الزبائن ففي ذلك الوقت كان عدد الصالونات لا يزيد على خمسة في مدينة دير البلح”.

ويستطرد “كثرة العمل في البداية تسببت لي بآلام في قدمي بسبب الوقوف لساعات طويلة، ولكن الآن بعد كل هذه السنوات اعتدت على ذلك وأعمل يوميا ما يزيد على ست ساعات بالصالون وخارجه”.

ولا يمارس العجوز مهنة الحلاقة لحاجته للمال، فهو يعتبر عمله وقتا يرفه فيه عن نفسه ويطمئن على أصدقائه خاصة عندما يزورهم بمنازلهم.

وجميع أبنائه يعملون في مهنته، فاثنان يساعدانه في صالونه واثنان يعيشون في بلجيكا وواحد في تركيا، وجميعهم يمتلكون صالونات تحمل اسم والدهم.

يتميز الحلاق المسن بخفة حركته وروحه المرحة

لحظات مسلية
وعلى كرسي الحلاقة كان الشاب أحمد المبحوح (32 عاما) منسجما بحديث “أبو دغيم” عن تجربة عمله في السعودية.

ويقول المبحوح للجزيرة نت “منذ 12 عاما أحلق شعري هنا، فالحلاق أبو أيمن ماهر في عمله وحكاياته طريفة ومسلية وتجذب انتباه كل من يستمع إليها”.

ويتميز “أبو دغيم” -وفق المبحوح- بأنه نشيط وحركته خفيفة وروحه مرحة إضافة لمواكبته لجميع قصات الشعر الحديثة.

وعلى مقعد الانتظار كان نور الدين الريس (13 عاما) ينتظر دوره ليقص شعره قبل التوجه للمدرسة.

ويستمتع الريس -بحسب ما تحدث للجزيرة نت- بالدقائق التي يقضيها بصالون “أبو دغيم” فهو يستمع إلى قصص جميلة ويحظى بقصة شعر حديثة، ويلقى معاملة لطيفة من الحلاق العجوز.

المصدر : الجزيرة

http://gazatime.com/5017/%d9%88%d9%82%d9%81%d9%88%d8%a7-%d8%a8%d8%af%d9%8a-%d8%a3%d8%b4%d9%88%d9%81%d9%87-%d9%84%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%a4%d8%ab%d8%b1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%ba%d8%b2%d8%a9-%d9%84%d9%88/
Exit mobile version