عمد الكثير من الشباب في قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة للهجرة إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل، وعمل يمكّنهم من اعانتهم أنفسهم وأسرهم.
ولكن نجد أن الكثير من الشباب الغزي اصطدم بواقع مخالف للعالم الوردي الذي رسمه في مخيلته قبل الهجرة من غزة، وهو ما يعني مزيدا من المعاناة والمأساة.
ويبدو الطريق الأقرب لقطاع غزة، للهجرة إلى أوروبا هو السفر إلى تركيا ومنها إلى اليونان عبر طرق برية وبحرية وبعدها الانطلاق إلى أوروبا في حالة نجح الشباب في الخروج من اليونان.
ولعل المعاناة والمأساة التي يمرون بها على الحدود التركية اليونانية وفي البحر المقابل لشواطئ اليونان يعني الذهاب للموت بصورة أو بأخرى.
ومن ينجو من الموت الذي خطف الكثير من شباب قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة، فلن ينجو من شرطة السواحل والحدود اليونانية الذين يعمدون لضرب الشباب وتعريتهم وإبقائهم في البرد القارس لساعات طويلة.
وخلال السنوات الأخيرة عمدت أوروبا، “لنظام البصمة” للشباب الذين تقبض عليهم مهربين، وخصوصا في اليونان، وهو ما يعني أن تنقلهم لأي دولة أوروبية أخرى لن يجدي نفعا في حال تم “تبصيمهم”.
معاناة آلاف الشباب الغزي
والناظر اليوم لحال شبابنا في أوروبا وخصوصا في اليونان يجد أن بعضهم مهجرين في الشوارع دون مأوى وآخرين يعملون بقوت يومهم فقط، في وقت عمل الكثير منهم للعودة إلى قطاع غزة بعد تحطم أحلامهم أمام واقع مأساوي أكثر يُعامل به الشباب المهاجرين.
ولا تزال معاناة آلاف الشباب الغزي في أوروبا دون حلول في وقت يأملون بواقع أفضل، ويحبّذون ارسال الأموال لأهاليهم في غزة على العيش بطريقة أفضل في ظل ارتفاع فاحش على الأسعار ضرب العالم أجمع.
وعلى الجانب الآخر نجد أن هناك بعض الشباب المهاجرين نجحوا في دخول بلدان مختلفة في أوروبا وتحقيق نجاحات كبيرة والحصول على الجنسيات الأوروبية، وهو ما يفتح آفاق أمام نشر القضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم.
وختاما، لا يمكن لوم أحد سوى القادة السياسيين والمتسببين في الانقسام وما حلّ في الشباب الغزي خلال سنوات الحصار من قتل وتهجير وانتحار، فهل يرى شبابنا الحالي أياما أفضل من سنوات الانقسام والحصار؟
بقلم: عزيز الكحلوت