غزة تايم

أقفاص الأسماك البحرية محاولة لسد العجز في غزة

alt=
أقفاص الأسماك البحرية محاولة لسد العجز في غزة

الصياد الفلسطيني أحمد حمادة وأربعة غواصين آخرين يسبقون شروق الشمس بالإبحار من ميناء غزة باتجاه أقفاص أسماك الدنيس في عرض البحر، على بعد أربعة أميال من دير البلح وسط قطاع غزة.

وأطلقت منظمة الأغذية العالمية (الفاو) مؤخرًا مشروعًا لتربية الأسماك في أعماق بحر غزة، حيث تم إنشاء ثلاثة أقفاص كتجربة أولى. وتحتوي الأقفاص على بذور من سمك الدنيس لتوفير أطنان إضافية من الأسماك لسد النقص في قطاع غزة.

يبدأ حصاد أسماك الدنيس يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع، عندما يبحر قارب الصيادين نحو أقفاص الدنيس في الساعة السادسة صباحًا.

وقال قبطان السفينة أحمد حمادة: “عندما تصل مسافة أربعة أميال بحرية، ينزل الغواصون إلى البحر لفتح الأقفاص ورمي الشباك لصيد الأسماك”.

ووصف حمادة في يوم الحصاد بأنه مرهق لإخراج كميات كبيرة من الأسماك من داخل الأقفاص والتي تقدر بما يتراوح بين 2-3 أطنان من الأسماك.

وأوضح أن دورة المشروع تتراوح من 8 إلى 10 أشهر منذ وضع بذور أسماك الدنيس المذهبة في أقفاص.

الأول من نوعه

بدوره قال عبد الناصر ماضي المشرف على المشروع: “مشروع أقفاص الأسماك في البحر هو الأول من نوعه في قطاع غزة”.

وأضاف ماضي، أن المشروع يتكون من ثلاثة أقفاص أسماك تقع داخل البحر، حيث يبلغ طول القفص حوالي 12 مترًا وقطره حوالي 16 مترًا”.

وأوضح قائلاً: “يتم وضع حوالي 150.000 سمكة داخل هذه الأقفاص، ويتم إطعام الأسماك بالأعلاف يوميًا بواسطة غواصين مدربين تدريباً جيداً”.

وتابع، “هذا مشروع استثماري من قبل منظمة الفاو وبتمويل إيطالي”، مشيرًا إلى أن المشروع سيفيد الصيادين الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين. ولغفت إلى أن المنتج من هذه الأقفاص سيباع في أسواق غزة وسيكون تصديرها للخارج.

مع بداية التجربة تبين أن المشروع كان ناجحاً فنياً واقتصادياً وهو يشجع المستثمرين على الاستمرار في هذا المشروع والبدء في مشروع آخر، وفقًا لمشرف المشروع.

وتنتج الأقفاص حوالي 100 طن من أسماك الدنيس سنويًا، ومن المتوقع أن تصل إلى 150 طنًا في السنوات القادمة، بحسب مشرف المشروع.

وحول أهمية مشروع الاستزراع السمكي، يؤكد ماضي أنه يسد العجز في الأسواق، بقوله: “كمية الصيد البحري كل عام أقل من سابقاتها”. كما شدد على أن سياسة المشروع هي عدم التدخل في أسعار الأسماك.

من جهته، أكد وليد ثابت مدير عام الثروة السمكية بوزارة الزراعة في قطاع غزة، وجود نقص في المصيد البحري، ولهذا اعتبرت الوزارة ضرورة التوجه للاستزراع السمكي.

وقال ثابت، “في السابق كانت الزراعة في مساحات أرضية، وكانت هناك استزراع في المياه العذبة، واليوم لجأنا إلى الزراعة داخل البحر”.

وأشار إلى المعوقات التي واجهت مشروع الاستزراع وخاصة في أسماك الدنيس، قائلاً: “في البداية تم الحصول على بذور الدنيس من الجانب الإسرائيلي، وكان سعرها مرتفعًا، ولكن تم التحكم في الأمر وتم تفريخ الدنيس من خلال مفرخات موجودة في غزة”.

ويتابع: “ما يتم إنتاجه من بذور الدنيس المستزرع سواء في المساحات الأرضية أو الأحواض الأرضية أو الأقفاص البحرية، هو بالكامل من غزة”. وتتراوح الإنتاجية السنوية للأسماك البحرية بين 3500 طن و4200 طن سنويًا بحسب وزارة الزراعة.

استهلاك الأسماك

وقال، إن “نصيب الفرد من استهلاك الأسماك في غزة يتراوح بين 2-3 كيلوجرام، وهو أقل مما حددته منظمة الأغذية والزراعة بنحو 13 كيلوجرامًا للفرد. وأشار إلى أن هناك فجوة بين المصيد البحري واستهلاك الفرد، وقد أدى ذلك في الواقع إلى تربية الأسماك.

وعن أسباب نقص الأسماك داخل البحر، يوضح ثابت أن كمية الصيد من داخل البحر تتناقص كل عام نتيجة عدد الصيادين المسجلين في غزة، بالإضافة إلى الصيد الجائر والتغير المناخي والحصار الإسرائيلي.

وبحسب مختصين في قطاع الصيد، فإن عدد الصيادين في القطاع المحاصر يقدر بنحو 4000 صياد. وأشار ثابت إلى الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصيادين في البحر، من اعتقالات وإطلاق نار ومصادرة شباك صيادين، إضافة إلى منع دخول المحركات ومستلزمات صيانة القوارب.

وبحسب مقياس منظمة الأغذية العالمية، يحتاج قطاع غزة إلى حوالي 26 ألف طن من الأسماك، لكن الإنتاجية في غزة تبلغ حوالي 4500 طن سنويًا. بالإضافة إلى ما يقرب من 600 طن من أسماك الدنيس، وبالإضافة إلى 7000 طن سنويًا من أسماك مجمدة ومبردة.

Exit mobile version