المار في شوارع قطاع غزة يجد الكثير من البسطات التي تعج على أغلب أزقة الشوارع، في شكل يمثل ازدحامًا مروريًا وعرقلة لحركة المواطنين.
ويجد الشباب الخريج عن العمل في البسطات، فرصة للخروج من قاع البطالة المظلم، وإيجاد متنفس عمل يسد به رمق أسرته.
وتتنوع البسطات في الشوارع ما بين بيع المشروبات الساخنة وبيع الخضراوات والفواكه أو حتى الأحذية وغيرها من السلع.
ورغم أن ربحية العامل في هذه البسطات تكاد تكون 20 شيكلا في اليوم في أحسن الأحوال، إلا أنها تمثل مخرج طوارئ في ظل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب الغزي لأكثر من 70%.
ولعل امتلاء شوارع غزة بالبسطات بحاجة لتحرك جدي من الحكومة لتنظيم عملها وإيجاد أماكن تحتوي هذه البسطات دون بقائها مشرعة في الشوارع.
ويشكو أصحاب البسطات من عجزهم عن استئجار محال تحوي بضائعهم في ظل ضعف الربحية، وهو ما يجبرهم على الوقوف لبيع سلعهم في الشوارع.
كما ويرون أن بعض المشاريع الحكومية التي تخص البسطات، كانت مرتفعة الثمن مقارنة بما يبيعونه، وهو ما أدى لعزوف الكثير من الباعة عن الاستئجار في هذه المناطق.
ويدعو الباعة لضرورة أن تكون المشاريع لإقامة أماكن بيع بدلا عن البسطات، برسوم رمزية تعزز من عمل البائع وتزيد صموده في ظل الوضع المعيشي السيء.
وبين الفينة والأخرى تشن شرطة البلديات وشرطة المرور، حملات لإزالة البسطات المتعدية وهو ما يُغضب الباعة الذين ينادون بضرورة تركهم يبتاعون دون وقوعهم في وحل البطالة.
في حين تبرر الجهات الحكومية، في أن البسطات زادت عن حدها وتغلق الكثير من الشوارع وتعرقل حركة السيارات في الميادين، وهو ما يدلل على حالة العشوائية التي تعمل بها.
ومشكلة البسطات في الشوارع قائمة منذ سنوات طويلة، وتأخذ شد وجذب بين الجهات الحكومية والباعة، دون حلول جذرية تنهي هذه الأزمة التي تستفحل، في وقت يجب دعم هذه الفئة المهمشة من الباعة وتعزيز صمودهم بعد سنوات طويلة من التقهقر المعيشي.. فهل من مجيب؟
بقلم: عزيز الكحلوت