نتيجة تشريح جثمان الصحفية شيرين ابو عاقلة مراسلة الجزيرة حيث استيقظ الناس اليوم على نبأ ضحية جديدة للحقيقة في هذه البقعة المظلمة بسبب قمع الاحتلال والتواطؤ الدولي. وارتقت الإعلامية أبو عاقلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كشهيدة أثناء تغطيتها لاقتحام الاحتلال لمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
قتلت اليوم شيرين أبو عاقلة، التي أطلت على الملايين حول العالم بوجهها البريء عبر قناة الجزيرة لأداء رسالتها الإعلامية، برصاصة في رأسها أطلقها قناص إسرائيلي، وتؤكد شواهد كثيرة أن استهدافها كان متعمدًا، بسبب نشاطها وجرأتها التي جعلت منها نموذجًا نادرًا للصحفي المجتهد صاحب الرسالة الذي لا يفوت أداء الدور المنوط به ويوثق الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني حتى لو كلفته حياته، لتصبح كاميرته وكلماته في حد ذاتها وثيقة إدانة قاطعة لقاتليه.
شهرة شيرين والمهمات الصحفية الخطيرة التي قامت بها تجعلها وجهًا مألوفًا جدًا للمهتمين بالقضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم. لذلك، لا شك أن معرفة قوات الاحتلال بها قوية جدًا أيضًا، كما كانت معهم منذ عقود، أينما كانوا، لتوثيق عدوانهم.
لحظة استشهاد شيرين أبو عاقلة
وعندما ارتقت الراحلة كانت ملتزمة بارتداء سترتها الاعلامية كما فعلت دائمًا برفقة زملائها الذين كانوا يرتدون نفس السترات. وتقف في زاوية منعزلة بعيداً عن الاشتباكات التي يدعيها الاحتلال عادة في كل عدوان، خاصة أنه في لحظة الاغتيال لم تبدأ مقاومة أو إطلاق نار، وبالتالي لا مجال للخطأ والغموض.
ما يؤكد استخفاف قوات الاحتلال بحياة الأطقم الإعلامية العربية باستهدافها بالقتل والسجن والإصابة فور نجاحهم في توثيق جرائمهم التي يصرون على إخفائها، باستهداف منزل الشهيد الصحفي يوسف أبو لكنهم نادرا ما أضروا بزملائهم من وسائل الإعلام والمراسلين الغربيين بضربة جوية في وقت سابق من هذا العام.
لكن حتى في رحيلها، لم تتوقف شيرين أبو عاقلة عن صفع وجه الاحتلال عندما كشفت كذب مزاعمه بأنه لا يستخدم سوى الرصاص المطاطي والقنابل الدخانية لتفريق التجمعات، فيما اخترقت رصاصة رأسها لترديها شهيدة على الفور ولم تحمل سلاحًا ولا حتى حجرًا.
ولعل استهداف الإعلاميين البارزين مثل شيرين أبو عاقلة وبعض المكاتب الإعلامية الداعمة للمقاومة الفلسطينية هو في حد ذاته دليل واضح على أن إسرائيل تمارس المزيد من الإساءات ضد الشعب الفلسطيني وتخطط لفرض تغيير تاريخي في القدس في الأيام المقبلة، وأنه في عملها التخطيطي لتمرير الجرائم في صمت، لكنها لن تمر أبدًا.
نتيجة تشريح جثمان الصحفية شيرين ابو عاقلة
قال الدكتور ريان العلي، مدير قسم الطب العدلي في جامعة النجاح الوطنية، إنهم انتهوا من المرحلة الأولى من تشريح جثة الشهيد الزميلة الصحفية شيرين، مؤكدًا أن الرصاصة كانت قاتلة مباشرة. مضيفًا أن تشريح الجثة كان في الجزء المهم وهو الرأس حيث كانت الإصابة المباشرة، وأن التشريح سيكتمل قريبًا.
وأشار إلى أن القضية أحيلت إليهم بأمر من النائب العام الفلسطيني لمعرفة السبب المباشر للوفاة والعثور على أي دليل يمكن ربطه بالجهة المسؤولة عن وفاة شيرين. ورداً على أسئلة الصحفيين حول مدى الإصابة، أكد أن الإصابة واسعة، حيث حدث تمزق كامل في الدماغ وعظام الجمجمة. وقال إنه من حجم الإصابة يمكن معرفة أن السلاح طويل وذو سرعة عالية جدًا.
وقال إنه تم ضبط جزء من الرصاصة على أنه “مقذوف مشوه”، وسيتم دراستها في المختبر، وسيتم توثيق كافة الملاحظات وتسليمها إلى الجهات الرسمية. وعن نوع الرصاصة قال إنها متروكة للمختبر الجنائي. وعن المسافة التي أطلقت منها الرصاص، أوضح أنه لا يمكن الإجابة بدقة الآن، لكنها بالتأكيد أكثر من متر. وبشأن خوذة شيرين، قال إنها ليس لديهم، وطالبوا بإرسالها لتفقدها عن كثب.