غزة تايم

غزة تستقبل رمضان بأمعاء خاوية

alt=
غزة تستقبل رمضان بأمعاء خاوية

يحل شهر رمضان الفضيل ضيفاً على البلاد العربية والإسلامية، في ظل أزمة كورونا المستمرة، والحرب التي دقت طبولها بين روسيا وأوكرانيا لكن صداها سوف يصل العالم كله، أما في فلسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص فالأمر مختلف تماماً.

فالمعاناة في قطاع غزة لا تنفك عن حال الناس، التي يرجون في كل رمضان وعيد، أن يعودا بأحسن حال، لكن بأي حال يعود شهر رمضان، والمعاناة أكثر قسوة، والفقر أشد وقعاً على المواطنين، حتى أصبح الجميع سواسية أمام تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وأسباب تردي تلك الحالة عديدة، لكن تكمن أبرزها في الحصار وسط الحصار الذي يفرضه الاحتلال، وهذا ما ينسحب على كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، فما تزال الحالة الاقتصادية للفلسطينيين مرهونة بيد الاحتلال.

في السنوات الأخيرة، كانت عجلة الفقر تدور على رقاب الغزيين، وتزداد حلقاتها على أكبر شريحة من السكان، حيث تؤكد وزارة التنمية الاجتماعية في غزة أنّ مؤشّرات الفقر في قطاع غزة هي الأعلى على مستوى العالم على الرغم من الجهود التي تبذلها مؤسسات حكومية ودولية ومحلية ذات طابع إغاثي.

كما أن نسب الفقر والبطالة في قطاع غزة وصلت إلى نحو 75 في المائة. كذلك فإنّ 70 في المائة تقريباً من سكان قطاع غزة غير آمنين غذائياً، بالإضافة إلى أنّ عدداً كبيراً من الغزيّين يضطرون إلى شراء الأغذية ومياه الشرب عن طريق الاستدانة بسبب ضعف التمويل الغذائي المخصص لهم.

الأزمة تشتد كلما اقترب دخول شهر رمضان الفضيل، دون أي مؤشرات على تحسن الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، ورغم الشكاوي والمناشدات التي تخرج من ألسنة المواطنين والمعوزين لمحاولة إخراجهم من بئر الفقر والفاقة.

هذا كله في ظل تجاهل/ عجز، حكومة غزة عن القيام بمسؤولياتها تجاه أبناء شعبنا في قطاع غزة، فالمسؤولية المباشرة تقع على عاتقها، في توفير فرص العمل، وتحسين الأحوال المعيشية، وتخفيف حدة الضرائب، وتقليل الفجوة بين الطبقات التي أصبحت عليا ودنيا، في غياب ملحوظ للطبقة المتوسطة.

هذا إلى جانب تحمل حكومة رام الله المسؤولية عن مخصصات الشؤون التي دخلت للعام الثاني، ولم يستلموا سوى مخصص أقل من شهر، إضافة إلى قطع رواتب أسر الشهداء والأسرى والجرحى، وهذا ما يصب في تدهور الأحوال المعيشية.

في ظل هذه الأوضاع، يسعى المبادرون ومنظمو الحملات الشبابية والشعبية التضامنية للخفيف عن كاهل الأسر الفقيرة في قطاع غزة، والوقوف يداً واحدة إلى جانب العائلات التي تعاني من حالة الفقر، تأكيداً على الترابط بين أبناء الشعب الواحد.

وقد شهد قطاع غزة تنفيذ العديد من المبادرات الخيرية، من أجل إغاثة الأسر الفقيرة والمستورة، ويتم العمل على تطبيقها خلال شهر رمضان، كالتشجيع على دفع الديون المتراكمة على الغارمين والإفراج عنهم من السجون، وتوفير وجبات غذائية يومية، وطرود غذائية للأسر الفقيرة.

هذه الجهود والمبادرات على أهميتها في التخفيف من حدة الحصار، ومساعدة ومساندة الأسر الفقيرة، لكن الحالة المتردية التي يعيشها أهالي قطاع غزة، لا يمكن أن تتعافى بفعل هذه المبادرات، والحاجة أكبر للمسؤولية الحكومية والجهات المعنية لرعاية الفقراء والعائلات بقطاع غزة.

بقلم: سماح حجازي

Exit mobile version