غزة تايم

كيف خرجت بعض البلدان بأقل الخسائر من جائحة كورونا ؟

alt=
لماذا خرجت بعض البلدان بأقل الخسائر من "أزمة كورونا"؟

لماذا خرجت بعض البلدان بأقل الخسائر من “أزمة كورونا”؟ حيث عاشت بعض مناطق العالم خلال أسوأ أيامها في الأشهر الأخيرة، بعد تفشي وباء كورونا الجديد (كورونا 19)، وكانت تحصد الأرواح بسرعة مقلقة، لكن مناطق أخرى تجنبت “السيناريو المظلم”، الذي تأثر في بطريقة بسيطة، أو استمرار الحياة بشكل طبيعي تقريبًا.

وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، فإن هذا التفاوت موجود حتى داخل نفس البلد، في إيطاليا، على سبيل المثال، سجلت مدن لومباردي عددًا كبيرًا من الإصابات والوفيات، لكن بلدة تعرف باسم “Ferrara European” ظلت استثناءً فريدًا ولم تسجل أي حالة، ولا أحد يعرف السبب.

ولا يتعلق الأمر فقط بإيطاليا، لأن العلماء لاحظوا بالفعل أن بعض المناطق لم تتأثر كثيرًا بفيروس كورونا، وسط تساؤلات حول سبب تأثر مجموعة من الأشخاص أكثر من غيرهم بالفيروس الذي ظهر في الصين أواخر العام الماضي، ثم تحولت إلى وباء عالمي.

في مقال نشر في مجلة “الأوبزرفر”، خلال الأسبوع الماضي، قارن الباحث المتخصص في علم الأعصاب والنماذج الرياضية في جامعة لندن، كارل فريستون البيانات الألمانية والبريطانية.

ولم يجد الباحث تفسيراً دقيقاً لسبب انخفاض معدل الإماتة بين المصابين بفيروس كورونا في ألمانيا، وأضاف أن هذا اللغز مشابه لما يعرف بالمادة المظلمة في الكون، لأننا لا نستطيع رؤيته، لكنهم على يقين من وجودها بناءً على ما يمكننا رؤيته.

من ناحية أخرى، هناك من يعزو النجاح الألماني للنهج الفعال في احتواء الوباء، من خلال تكثيف الاختبارات والدقة في تطبيق الاختلاف الاجتماعي، لكن الباحثين يقترحون أن هناك عوامل أخرى، خاصة أن بعض الدول طوقت الفيروس دون فرض إغلاق شامل، مثل اليابان.

تمكنت اليابان من تجاوز الموجة الأولى من الفيروس على الرغم من معدل الشيخوخة القياسي وفشل السلطات في فرض إجراءات إغلاق صارمة مماثلة لبعض دول أوروبا الغربية.

ومن نفس المنطلق، يمكن التساؤل عن سبب عدم ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الدنمارك وجمهورية التشيك والنمسا على الرغم من تسرع الدول الأوروبية في تسهيل إجراءات الإغلاق.

لماذا خرجت بعض البلدان بأقل الخسائر من “أزمة كورونا”؟

يعتقد الباحث المتخصص في نظريات علم الأوبئة في جامعة أكسفورد، Sunitra Gupta، أن هناك العديد من العوامل التي تجعل بعض الأشخاص أكثر حماية من الفيروس من غيرهم.

وأضافت أن العامل الأبرز هو جهاز المناعة، حتى لو كان الجهاز المناعي لا يحمي الشخص من العدوى، لأنه ينتقل إليه مثل الجميع، لكنه يشهد فقط أعراضًا خفيفة أو أنه لا ينتبه لقضية العدوى على الإطلاق.

تقول الباحثة إنها تتبنى هذا التفسير، في ظل عدم وجود بيانات كافية عن الأجسام المضادة، أي الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض سابقًا وطوروا مناعة ضده، وربما لا يعرفون عنه.

من بين الأشياء التي تزيد من ارتباك العلماء، اكتشاف الفيروس في عينات من الأشخاص الذين ماتوا في ديسمبر الماضي في أوروبا، أي قبل تسجيل الحالات الأولى للمرض في الدول الغربية، ومن المرجح أن الفيروس تنتشر في وقت مبكر، مقارنة بما نوثقه.

لماذا خرجت بعض البلدان بأقل الخسائر من “أزمة كورونا”؟

من ناحية أخرى، أشارت الأبحاث الحديثة إلى دور ما يسمى بالخلايا “T” في جهاز المناعة البشري، وهي أداة أساسية للتحكم في استجابة الأجسام المضادة في جسم الإنسان.

اكتشف العلماء أن هذه الخلايا التائية في جهاز المناعة لديها ذاكرة تجاه الفيروسات التي تنتمي إلى “عائلة كورونا” التي ينتمي إليها “سارس كوف 2” الذي يسبب “كوفي 19″، ومن المعروف أن عددًا من سلالات الاكليل قد أصابته الناس خلال العقود الماضية.

وفي السياق نفسه، أجرى باحثون من معهد “لا جولا” لعلم المناعة في كاليفورنيا دراسة حول دور الخلايا التائية، وكشفوا عن دورها المهم في التعامل مع الفيروسات التي تنتمي إلى عائلة “كورونا”.

من المحتمل أن يتأثر الباحثون بالفيروس عند الإصابة، ويرتبطون بعدد من العوامل المتضافرة مثل المناخ والثقافة والجينات واللقاحات ، التي خضع لها عندما كان صغيرًا وربما مستوى فيتامين “د” أيضًا.

في اليابان ، على سبيل المثال، من المحتمل أن العادات الاجتماعية والثقافية قد ساهمت في الحد من انتشار المرض، لأن الناس في هذا البلد الآسيوي اعتادوا على الركوع عند إفشاء السلام بدلاً من مصافحة، على عكس البلدان الأخرى حيث العناق وزيادة الدفء الاجتماعي بين الناس والأسر.

Exit mobile version