تمر الذكرى الحادية عشر للعدوان الإسرائيلي عام 2008 على قطاع غزة، اليوم الجمعة 27 ديسمبر 2019، والذي خلف 1500 شهيد وأكثر من 5000 جريح.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية على عدوان 2008 على غزة اسم “الفرقان”، فيما أطلق الاحتلال اسم “الرصاص المصبوب”.
في تمام الساعة 11:00 من صباح يوم السبت 27 ديسمبر 2008، قصفت حوالي 80 طائرة عسكرية إسرائيلية من مختلف الأنواع مواقع أمنية ومدنية في وقت واحد، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 200 فلسطيني، معظمهم من أفراد الأجهزة الأمنية.
وجاء العدوان بعد انتهاء هدنة دامت ستة أشهر توصلت إليها الفصائل الفلسطينية والاحتلال برعاية مصرية، لكن العدو انتهكها أكثر من مرة ولم يلتزم بشروطها، مما دفع المقاومة إلى عدم تمديدها.
وضلل الاحتلال المقاومة الفلسطينية بإعلانه مهلة 48 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ من غزة، وبدأت الحرب بعد 24 ساعة.
كما صرح مكتب رئيس وزراء الاحتلال آنذاك، إيهود أولمرت، للصحفيين بأن حكومة الاحتلال ستجتمع يوم الأحد لمناقشة إمكانية شن عملية مكثفة ضد قطاع غزة، لكن الحرب بدأت قبل يوم واحد من الاجتماع المفترض.
على مدار ثمانية أيام متواصلة، استمرت طائرات الاحتلال في عمليات القصف المكثف في مختلف مناطق قطاع غزة، بينما كانت المقاومة ترد بقصف المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.
استهدفت الغارات الإسرائيلية مئات الأهداف المدنية، بما في ذلك المنازل والمساجد والمدارس الحكومية وغيرها من وكالات الإغاثة والجمعيات الخيرية والمستشفيات.
في 3 كانون الثاني (يناير) 2009، بدأت قوات الاحتلال غزوها البري للقطاع، حيث شاركت مئات الدبابات والطائرات في القصف بالصواريخ والقذائف.
بعد فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه من خلال الطيران والأسلحة التقليدية، لجأ إلى استخدام أسلحة غير تقليدية ضد المدنيين، وأبرزها الفسفور الأبيض واليورانيوم المخفف الذي ظهر على جثث بعض الشهداء، وفقًا لتقارير صادرة عن خبراء أوروبيين.
وبعد 23 يومًا من بدء العدوان، أعلن أولمرت وقف إطلاق النار من جانب واحد دون انسحابه من غزة، أعقبته في اليوم التالي الفصائل الفلسطينية التي أعلنت هدنة دامت أسبوعًا، موعدًا نهائيًا لانسحاب جيش الاحتلال، وهو ما حدث.
أسفر عدوان 2008 على غزة عن ارتقاء حوالي 1330 شهيداً، غالبيتهم العظمى من المدنيين والنساء والأطفال، بينما أصيب 5500 مواطن، والكثير منهم يعانون من إعاقات دائمة.
أما بالنسبة للاحتلال، فقد اعترفت بمقتل 13 إسرائيليًا، بينهم 10 جنود، وجرح 300 آخرين، لكن المقاومة أكدت أنها قتلت أكثر من 100 جندي.
أعلنت المقاومة أنها أطلقت أكثر من 1500 صاروخ وقذيفة على أهداف إسرائيلية بينما كانت ترد على العدوان.
كان من بين أبرز شهداء عدوان 2008 على غزة، وزير الداخلية في ذلك الوقت، الشهيد سعيد صيام، والقيادي في حركة حماس نزار ريان.