غزة تايم – قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست ورئيس جهاز “الشاباك” السابق، آفي ديختر، إنه يجب شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، تستمر لعدة سنوات.
وقال ديختر، في تصريح صحفي: “يتعين على إسرائيل القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، حتى تغادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي القطاع إلى الأبد”.
وعرض ديختر، رؤيته الخاصة لاستراتيجية أمنية مناسبة لإسرائيل، مردفًا: “يتعين على إسرائيل الدخول في عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة تمتد لسنتين أو ثلاث سنوات”.
وأضاف أن هذه الحرب ستكون أول حرب لإسرائيل في غزة وستكون كذلك الأخيرة، حيث ستشهد التدمير الكامل للبنية التحتية العسكرية لحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، متابعًا: “يمكن تنفيذها في حال توفرت القدرة الكافية لإسرائيل لشن مثل هذه الحرب طويلة المدى”.
إلى ذلك، يواصل الوفد الأمني المصري لقاءاته في قطاع غزة، التي وصلها الأحد، ضمن الجهود الرامية للعودة إلى حالة الهدوء وإنهاء حالة التوتر الميدانية التي بدأت الجمعة وتصاعدت السبت، في الوقت الذي دعا فيه رئيس لجنة الخارجية والأمن في “الكنيست” الإسرائيلي إلى شن حرب طويلة ضد غزة تمتد لسنتين، من أجل القضاء على حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
وبحسب مصادر مطلعة، عقد الوفد الأمني المصري لقاءات مع قيادة حركة حماس في غزة، فور وصوله القطاع، بعد أن كان قد عقد لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، لوضع حد لحالة التصعيد التي نشبت مساء الجمعة، عقب قتل قوات الاحتلال فتيين فلسطينيين على حدود غزة الشرقية، خلال المشاركة في فعاليات الجمعة الـ73 لمسيرات العودة.
وتفيد المصادر بأن أجواء اللقاءات توصف بـ”الإيجابية”، وأن الوفد المصري يعمل على المساعدة في حل مشاكل غزة التي سببها الحصار والهجمات الإسرائيلية، إذ أكمل الوفد المصري مع قيادة حركة حماس بحث الملفات الخاصة بالتهدئة وسبل تسهيل وصول المساعدات والبضائع إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح، والملفات الخاصة بأمن الحدود، والتي بدأ مناقشتها خلال زيارة وفد قيادي من حركة حماس إلى القاهرة قبل أسبوعين.
وجرى التركيز في المباحثات التي عقدها الوفد الأمني المصري في غزة على الطرق الكفيلة بعودة الهدوء إلى القطاع، ومنع التصعيد، إذ طلبت قيادة حركة حماس بأن تكف قوات الاحتلال يدها عن قتل المتظاهرين السلميين بشكل متعمد، في ظل استمرار استخدامها لـ”القوة المفرطة”، في مخالفة واضحة لتفاهمات التهدئة.
ويتردد أن الوفد المصري أكد من جهته على ضرورة استعادة الهدوء لحساسية المرحلة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية، مؤكدا على استمرار المساعي المصرية للتخفيف عن القطاع، بما في ذلك زيادة كميات البضائع التي تورد للقطاع من جهة معبر رفح.
وذكر تقرير إسرائيلي أن الوفد الأمني المصري سلم مسؤولي حماس مطالب إسرائيل من أجل استمرار التهدئة، وهي أنه في حال تم الحفاظ على الهدوء في القطاع، فإن الحكومة الإسرائيلية ستتخذ سلسلة من الإجراءات، كنوع من “التسهيلات”، لأهالي القطاع المحاصر.
ومن بين التسهيلات استكمال تحسين الكهرباء والوقود وإزالة الموانع عن استيراد البضائع وتوسيع إجراءات التصدير، كما عرض الوفد المصري، بعيدا عن “الالتزام الإسرائيلي”، إدخال المزيد من البضائع للقطاع المحاصر عبر معبر رفح البري الواصل بين غزة والأراضي المصرية.
وقد عقد لقاء ثان بين قيادة حركة حماس والوفد المصري في ساعة متأخرة من ليل الأحد، حيث عقدت قيادة الحركة ممثلة برئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، وعدد من قيادات الحركة، اللقاء مع الوفد المصري، وعلى رأسه مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق.
وقالت الحركة في بيان لها إن اللقاء بحث أهمية وإستراتيجية تطوير العلاقات الثنائية بما يحقق المصالح المشتركة،وأكدت الحركة موقفها الثابت من “بناء علاقات إستراتيجية مع مصر وعلى أهمية ومحورية الدور المصري في المنطقة بكاملها”.
كما جرى التطرق لمناقشة سبل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وكسر الحصار عن قطاع غزة، إذ شددت حركة حماس على ضرورة تكثيف الجهود على هذا الصعيد، كما تطرق النقاش لآليات العمل في معبر رفح، وأكدت الحركة على ضرورة وأهمية تخفيف معاناة المسافرين أثناء المغادرة والعودة، وكذلك إنهاء ملف الممنوعين من السفر.
وبحث الجانبان أيضا ملف استعادة الوحدة الوطنية، الذي ترعاه مصر، وقالت حماس إنها أبدت استعدادها التام للمضي قدماً في إتمامها، وبناء النظام السياسي على أساس الشراكة وتمثيل جميع أبناء الشعب الفلسطيني، وطي صفحة الانقسام لمواجهة التحديات التي تتعرض لها قضيتنا.
الوفد الأمني المصري، الذي زار قطاع غزة كثيرا في مرات سابقة، التقى خلال زيارته للقطاع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، وجرى التطرق خلال اللقاء، إلى جانب ملف التهدئة، لملف المصالحة الفلسطينية، خاصة أن الفصائل نشطت مؤخرا في سبيل تفعيل هذا الملف المتوقف منذ فترة طويلة.
ويشار إلى أن يومي الجمعة والسبت شهدا توترا في الأوضاع الميدانية، وتخللهما تصعيد عسكري، وذلك عقب استهداف الاحتلال المشاركين في فعاليات الجمعة الـ73 لمسيرات العودة باستخدام “القوة المفرطة”، ما أدى إلى استشهاد فتيين وإصابة العشرات بجراح.
وتلا التصعيد الإسرائيلي أن أطلق من قطاع غزة ليل الخميس خمسة صواريخ على بلدات إسرائيل القريبة من الحدود، عقب أنباء تحدثت عن عقد اجتماع لغرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، غير أن هذه الغرفة لم تتبن الهجوم، وشنت طائرات حربية إسرائيلية في ساعة متأخرة من ليل السبت وفجر الأحد غارات عدة على مواقع للمقاومة، وقال الاحتلال إن الاستهدافات جاءت عقب إطلاق الصواريخ، وإلقاء طائرة بمراوح رباعية صغيرة مواد متفجرة على آلية عسكرية، ما أدى إلى إلحاق أضرار فيها.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة وسقوطها قرب السياج الفاصل داخل حدود القطاع، وقال الناطق باسم جيش الاحتلال في بيان إنه نتيجة الإطلاق تم تفعيل صافرات الإنذار.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حمل حماس المسؤولية عن أي هجمات تنطلق من قطاع غزة، وأكد أن أية محاولة للمساس بإسرائيل أو جنودها “تقابل وستقابل برد حازم”.
وبالرغم من جهود الوساطة، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في “الكنيست” الإسرائيلي آفي ديختر، لتلفزيون i24news الإسرائيلي، إنه يتعين على إسرائيل القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة “حتى تغادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي القطاع إلى الأبد”، وذلك من خلال عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة تمتد لسنتين أو ثلاث.
وقال: “هذه الحرب ستكون أول حرب لإسرائيل في غزة، وستكون كذلك الأخيرة، و ستشهد التدمير الكامل للبنية التحتية العسكرية لحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي”، لافتا إلى أنه يمكن تنفيذها في حال توفرت القدرة الكافية لإسرائيل لشن مثل هذه الحرب.
في ضوء تهديدات إسرائيل المتكررة لقطاع غزة، وما تشهده الجبهة الشمالية مع لبنان، شرع جيش الاحتلال في “مناورات عسكرية واسعة وكبيرة” على مستوى هيئة الأركان، تحاكي حربا شاملة على جبهات عدة، تستمر حتى يوم الأربعاء القادم، وتهدف إلى الحفاظ على الاستعداد للجيش عند الطلب والخدمة في جميع القطاعات.
ويشار إلى أن جيش الاحتلال كثف مؤخرا من التدريبات والمناورات العسكرية، وركز معظمها في المنطقة الحدودية القريبة من قطاع غزة، وحاكى بعضها اندلاع حرب مع القطاع، وتسلل مسلحين لمناطق الغلاف، كما حاكى الجيش مناورات أخرى لإخلاء البلدات المحيطة بالقطاع، وتعرض تلك المناطق ومناطق الوسط لعميات إطلاق صواريخ كثيفة.