مشاهدة فيلم العنكبوت احمد السقا ويكيبيديا ايجي بست والذي يمزج بين الكوميديا والحركة، من بطولة السقا ومنى زكي، الثنائي الأكثر شهرة في السينما المصرية خلال العقدين الماضيين، مع عدد من كبار الفنانين. وذلك في قصة متكررة وسيناريو ضعيف مع بعض مشاهد الأكشن المنفذة بإتقان دون اعتبار للمنطق.
تدور أحداث الفيلم حول حسن الذي أطلق لنفسه الحرية في الانتقام من عصابة كبيرة من تجار المخدرات. المرشدة السياحية ليلى تتورط معه بالصدفة كالعادة لتشاركه انتقامه من العصابة التي يقودها ظافر العابدين ومن بينهم زوجته يسرا. أهم ملاحظة بعد مشاهدة الفيلم أنها طويلة نسبيًا، وقربه من ساعتين، ويمكن تقصير نصف ساعة من وقته دون تأثير ويكفي أن نصف ساعة مرت دون ظهور البطل السقا إلا في مشاهد قليلة جدًا، ولم تظهر منى إطلاقًا.
وعرض المخرج مشاهد حوارية طويلة تجري بين أفراد العصابة، وحديث متكرر عن عمليات تهريب مخدرات، ومقتل زعيم العصابة وخلافة نجله له، والاعتراض على أسلوب الابن الصارم في قيادة التنظيم الإجرامي. في كل مشهد يمكنك تذكر مشهد مشابه في السينما المصرية أو العالمية.
فيلم العنكبوت احمد السقا ويكيبيديا
ولا ينبغي أن ننسى هنا أن الفيلم يتم تصويره منذ سنوات، وأن أزمة كورونا عطلت عرضه عدة مرات. وانتهى تصويره أيضًا في ديسمبر 2020، لذا إذا كان هناك تشابه بينه وبين عمل درامي آخر ظهر خلال السنوات الماضية، فهذه ليست مشكلة صانعي الفيلم على الأرجح.
وإذا شاهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل “المشوار” للفنان محمد رمضان في رمضان الماضي، فإن نهاية “العنكبوت” لن تختلف كثيراً عنها. الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل بجدية عما إذا كان هذا مجرد تبادل للأفكار، أم أن هناك سلطة رقابية تحدد الضوابط التي يجب على أي فنان يلعب دورًا في الخروج عن القانون أن يتحالف في النهاية مع السلطة للقبض على المجرمين، الضابط المسؤول يشكره على تعاونه ويعطيه الوعد بأنه سينسى جرائمه السابقة ويساعده في الحصول على البراءة. لم يعد هذا وقت النهاية الأخلاقية فقط، بل الغايات التي ترضي الأجهزة الأمنية!
اهتمت أفلام الأكشن المصرية في السنوات الأخيرة بمدى المهارة في تصوير المشاهد دون الالتفات إلى القصة أو السيناريو. في الفيلم كان الاهتمام بالدرجة الأولى على مواقع التصوير، وتقديم صورة جميلة عن السائح المصري، وإلا فلن يكون ذلك مهما.
يتوجب على المشاهد أن يتغاضى عن البطل الذي يضع شبكة من الحبال فوق جسر “تحيا مصر” على النيل، ليقفز من فوق على عربة نقل ضخمة، أو معركة حريق تجري في معبد الكرنك بالأقصر بدون تدخل الشرطة. أو أن البطل والبطلة يقفزون من شرفة غرفهم في فندق فاخر ليسقطوا في المسبح ويخرجون منه فورًا أمام نزلاء الفندق. ناهيك عن القصر الفخم الذي يعيش فيه السقا والمحمي بنظام أمني مشدد وكأننا في أحد أفلام جيمس بوند.
فيلم العنكبوت احمد السقا
يبدو المخرج أحمد نادر جلال بعيدًا عن أفلام الأكشن التي حققها بنجاح كبير، وهو صاحب العديد من العلامات التجارية المميزة خلال سينما الألفية، مثل أفلامه التي تميز سيناريوها كثيرًا. لكن هنا يعتمد على سيناريو ضعيف لتقديم فيلم استهلاكي لجمهور عيد الفطر، وقد نجح إلى حد كبير.
في الفيلم، لا تزال منى زكي تحتفظ ببريقها وجاذبيتها، فيما ينقص السقا شيئًا في أدائه. السقا الذي يبلغ من العمر نحو 50 عاما ليس السقا الذي رأيناه في الماضي. صحيح أنه يحافظ على رشاقته، لكن ملامح وجهه وامتلاء جسده لم تعد تعطيه صورة البطل المعتاد.
حاول المؤلف محمد ناير وضع تعبيرات مضحكة من حين لآخر وسط مشاهد أكشن أو مشاهد من حوارات عصابات مملة، إلا أن هذه العبارات نادرًا ما نجحت في إثارة ضحك الجمهور. وظهور النجمة الكوميدية شيكو كضيف شرف ساعد في إضافة الكثير للفيلم، كما فعلت شيماء سيف في مشهدها الوحيد.
أما باقي نجوم الفنانين مثل محمد ممدوح وظفار العابدين ويسرا اللوزي وأحمد فؤاد سليم وزكي فطين عبد الوهاب، فإن شخصياتهم كلها نمطية ولا يمكن ربطها أو فهم دوافعها. وكأن المخرج يجمع الأسماء الكبيرة التي ستنتقم من بعضها في النهاية كالعادة.
