ازدحام مروري يرفع معدلات حوادث السير في غزة
ازدحام مروري يرفع معدلات حوادث السير في غزة

ازدحام مروري يرفع معدلات حوادث السير في غزة

Rayan22 نوفمبر 2022

أصبح الوضع المروري في قطاع غزة، الذي لا تتجاوز مساحته الجغرافية 365 كيلومترًا مربعًا، ويقطنه ما يقرب من 2.2 مليون نسمة، شبيهًا بالعديد من المدن وعواصم المرور المشهورة بازدحامها المروري.

لا توجد طرق سريعة لحركة السيارات والمرور في القطاع، باستثناء طريقين فقط: شارع صلاح الدين الذي يربط أقصى جنوب القطاع بشماله، وشارع الرشيد الساحلي. وقامت دولة قطر بإعادة تأهيل الطريقين كجزء من المنح المقدمة لغزة.

أما بالنسبة للمدن، فهناك العديد من الطرق التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، فبعضها عمره عقود وأصبح متهالكًا، بينما لم يتم تنفيذ البعض الآخر في المقام الأول، مع حالة التوسع السكاني الكبير خلال العقدين الماضيين.

يشعر مواطنو القطاع بحجم الأزمة المرورية بشكل واضح في الفترة الأخيرة، مع ازدياد أوقات الحاجة للتنفل للوفاء بمواعيدهم، حيث تضاعفت المدة الزمنية لذلك، بالإضافة إلى الازدحام الشديد خلال المناسبات الوطنية أو مواسم الأعياد.

إضافة إلى أن أخبار حوادث السير والإصابات والوفيات أصبحت شبه متكررة، بشكل شبه يومي، مع تفاوت معدلات الوفيات والإصابات خلال السنوات الخمس الماضية، في وقت يخشى فيه سكان القطاع من ارتفاعها خلال الفترة القادمة.

يصف البعض في قطاع غزة أن السيارات أصبحت الآن مساوية لعدد السكان، أو أن لكل شخص سيارة، بالتزامن مع استمرار استيراد السيارات من الخارج، وعدم تدمير السيارات التي يزيد عمرها عن 20 عامًا و التي تعمل تحت نظام سيارات الأجرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن منافسة السيارات “الملاكي” (الخاصة) تضاف إلى عمل “سيارات الأجرة” في نقل المواطنين، مما يزيد بشكل كبير وكبير من حجم أزمة المرور، فيما تبرر الجهات الحكومية عدم منعها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في القطاع.

غابة حجرية

من جهته، قال نائب مدير عام المرور في غزة، إبراهيم أبو جياب، إن مساحة القطاع صغيرة، حيث لا تتجاوز المساحة الطولية الإجمالية 45 كيلومترًا مربعًا  بينما لا تتجاوز المساحة العرضية 5 إلى 6 كيلومترات.

وأضاف، أبو جياب أن القطاع يعتبر غابة حجرية، بالتزامن مع تدهور البنية التحتية، بالإضافة إلى استهدافه المتكرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال الحروب وجولات التصعيد، إضافة إلى ضيق الشوارع وزيادة المركبات.

ويقدر نائب المدير العام للإدارة العامة للمرور عدد المركبات في القطاع بنحو 76 ألف مركبة تتنوع بين المركبات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، بالتزامن مع توجه عدد كبير من المواطنين للعمل في مهنة القيادة، حيث مهنة متاحة في ظل ارتفاع معدلات البطالة.

وبحسب أبو جياب، سجل القطاع 39 حالة وفاة منذ بداية عام 2022 حتى منتصف نوفمبر، بسبب حوادث سير، بينما سجل عام 2021 قرابة 53 حالة وفاة. بينما سجل عام 2020 48 حالة وفاة، و61 حالة وفاة في عام 2019.

وأشار إلى أن الواقع الاستثنائي الذي يعيشه القطاع، مقارنة ببقية مدن العالم، يتطلب مقاربة مختلفة، حيث تلجأ إدارة شرطة المرور إلى الشراكة مع منظمات المجتمع المدني والعشائر لتعزيز الوعي بالثقافة المرورية ومحاولة تقليل حوادث المرور.

وخلو القطاع تمامًا من “الجسور” أو “الأنفاق” الأرضية المخصصة لمرور السيارات والمركبات، إضافة إلى ازدحام شاحنات البضائع الكبيرة بالمركبات العادية على الطرق، مما يزيد من حدة الأزمة المرورية.

المساحة الجغرافية المحدودة

بالإضافة إلى ذلك، قال عضو مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية للسلامة المرورية، أحمد جودة، إن المساحة الجغرافية المحدودة للقطاع لا تسمح بإنشاء طرق فرعية مخصصة للنقل الثقيل أو سيارات الأجرة، أو المملوكة ملكية خاصة.

وأوضح جودة أن حالة البطالة في قطاع غزة، وسهولة الحصول على رخصة القيادة، وسهولة شراء السيارات بالتقسيط، ساعدت في الارتفاع الأخير في معدلات السيارات العاملة في غزة.

وبحسب عضو مجلس إدارة الجمعية الفلسطينية للسلامة المرورية، فإن نسبة السيارات الخاصة المعروفة بـ “الملاكي” والتي تعمل في مجال النقل تصل إلى ما يقارب 50% من إجمالي السيارات التي تعمل على نقل المواطنين، وهي نسبة عالية.

وعن عدد الحوادث المرورية، يشير جودة إلى أن العام الحالي سجل 1500 حادث مروري حتى شهر نوفمبر. بينما سجل عام 2021 قرابة 2461 حادثًا. أما عام 2020 فقد سجل 2،342 حادث مروري، بينما سجل عام 2019 2،937 حادث مروري.

كلمات دليلية
رابط مختصر
Rayan

صحافية فلسطينية من غزة، أعمل حالياً مدير التحرير لدى غزة تايم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.