بعيداً عن ضجيج “النول”.. صمّ غزة يستمتعون بصناعة البُسط

أمام آلات يدوية لصناعة وغزل النسيج (النول)، ينشغل 3 أشخاص من ذوي الإعاقة السمعية في ضمّ الخيوط الملونة إلى جانب بعضها لتشكّل في النهاية “بُسطا” (نوع من السجاد) بنقوش تراثية أو فنية. من تلك الغرفة الصغيرة التي أطلق عليها اسم ” قسم النسيج”، داخل مركز أطفالنا للصمّ وسط مدينة غزة، حيث ضجيج آلات النول اليدوية (الخشبية) التي تسبب الصداع الشديد للأشخاص الأصحاء، يستمتع هؤلاء الثلاثة بعملهم دون شكوى. مهنة يصفها العاملون عبر لغة الإشارة بـ”المعقدة”، تكاد تنقرض داخل قطاع غزة كونها تعتمد على صفّ الخيطان الملونة إلى جانب بعضها البعض بشكل يدوي، وتحتاج إلى عين فنيّة وجهد ذهني وبدني عال. وأتقن هؤلاء الثلاثة نسج مجموعات من البُسط والمفروشات والأثواب الفلسطينية حيث بات بعضها يصدّر إلى العالم الخارجي. مصدر رزق عصام شلدان (47 عامًا)، أحد هؤلاء الثلاثة يقول عبر لغة الإشارة، إنه بدأ بالعمل في مهنة النسيج بواسطة آلة النول اليدوية منذ نحو 18 عاماً. في ذلك الوقت، شعر شلدان أن تلك المهنة صعبة جداً ومن غير الممكن أن يتم تعلّمها سريعاً. لكن مع التركيز الذي أبداه خلال تعلّمه للنسيج عبر الآلة اليدوية، وجد شلدان نفسه قادرًا على تصميم منتجات “جميلة جدا”، على حدّ قوله. “البسط بمقاساته المختلفة، ومعلّقات الجدران التراثية، والحقائب النسائية المطعّمة بالنقوش التراثية، ومفروشات الأثاث المنزل”، كل تلك المنتجات أصبح شلدان يصنعها بمتعة خاصة. ورغم التركيز الذهني الشديد الذي يبديه شلدان خلال عمله على آلة النول، إلا أن عينه الفنية لابد أن تكون حاضرة في كل الأوقات من أجل تنسيق الألوان والنقوش التي يصممها للمنتجات. وفي هذا الصدد يقول: ” تعتمد النقوش والألوان غالب على الابتكار الذاتي، ممكن ونحن نعمل في تصميم منتج … تابع قراءة بعيداً عن ضجيج “النول”.. صمّ غزة يستمتعون بصناعة البُسط